تقرير خاص: شهداء المسيني دفاعا عن وسطية تريم وأرثها الإنساني

381

 

 

المكلا (المندب نيوز) خاص 

 

أربعة شهداء من خيرة شباب جيش النخبة قدموا أرواحهم رخيصة فداء لحضرموت وهم يخوضون معركة الشرف والكرامة للذود عن العاصمة مدينة المكلا من عمليات إرهابية كان مخططا لها أن تنفذ في مواقع مختلفة بعد فشل الهجوم الإرهابي الأخير على معسكر البحرية في خلف الأسبوع الماضي.

 

خطة محكمة أعدتها قيادة المنطقة العسكرية الثانية بالتنسيق مع السلطة المحلية والتحالف العربي، حدد نطاقها الجغرافي بمنطقة وعرة في المسيني رصدت فيها تجمعات وتحركات لعناصر تنظيم القاعدة، قضت الخطة بمباغتة أوكار التنظيم الإرهابي بهجوم كاسح نفذه جيش النخبة مسنوداً بطيران الاباتشي التابع للتحالف، اشتباكات حامية دارت رحاها في المسيني انتهت بمصرع واسر العشرات من عناصر القاعدة، والإعلان عن استشهاد أربعة من جنود جيش النخبة الذين شكلوا رأس حربة الهجوم الذي توج الحملة الاستباقية لإحباط مخططات القاعدة لتنفيذ عمليات إرهابية داخل المكلا و خارجها.

 

الأسبوع الماضي زف جثمان شهيد جيش النخبة عبد القادر الرباكي إلى مسقط رأسه في تريم التي خرجت عن بكرة أبيها لتشارك في مراسيم توديع جثمانه إلى مثواه الأخير.

 

طوفان بشري لف جسد الشهيد الرباكي المسجى على النعش، المحمول على الأكتاف والسواعد السمر، تريم المدينة المسالمة التي كانت حتى الماضي القريب تنظر بعين الريبة وعدم الثقة إلى رجال الأمن أو الجنود ممن يأتون من خارجها، تسربت الدموع حارة على مقلتيها، حزناً على رحيل بطلها الرباكي، الذي انخرط ضمن قوات جيش النخبة وارتدى البدلة العسكرية التي كان الحضارم يمقتون من كان يتمظهر بها، لكنهم بالأمس شكلوا لوحة منسجمة مع جنود المنطقة الثانية الذين قدموا إلى تريم ليشيعوا جثامين شهدائهم الذين سقطوا وهم يقاتلون في الميسني سوية.

 

نحيب تريم على فقدان الأسد عبد القادر الرباكي يشي بالمكانة التي يمثله لكل أهلها، إلى جانب بقية شهداء حضرموت في المعركة المفتوحة ضد التنظيمات الإرهابية، كون الراحلون والباقون يدركون جيدا أن تريم كانت وستظل من أكثر المناطق التي تسعى أذرع الإرهاب ومخالب التكفير أن تطالها، وتضرب بمعاول الهدم مساجدها ودور علمها، وتفخخ حتى مقابرها وأضرحتها الدينية، كما حدث من قبل في مدينة المكلا وسائر مناطق ساحل حضرموت، لما تمثله تريم من مكانة في نفوس كل الحضارم، وما تتمتع به من ثقل إنساني وإشعاع لثقافة الوسطية والاعتدال ومحاربة الغلو والتطرف.

 

LEAVE A REPLY