تقرير خاص:في #عدن المطار جاهز والحركة الملاحية معطلة

474

 

 

عدن (المندب نيوز) خاص :هويد الكلدي 

 

الشيخ بن شعيب: التحالف وشرعية هادي لا يريدون المؤسسات أن تعمل في عدن

 

منذ ما يقارب العامين ومدينة عدن وضواحيها دون مطار، ما جعل من ذلك الصرح جاذبا لأفكار المهتمين ومستفزاً لأقلام الصحافيون وملهما لمخلية الاستراتيجيين ممن يتغيبون قراءة المشهد الضبابي في العاصمةِ المؤقتة لليمن، كلما شاعت اخبار حول قرب افتتاح المطار، وإعادة نشاطه الحيوي لسابق عهده.

 

كان من الطبيعي أن تؤدي الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح على عدن، إلى إغلاق المطار وتوقف الملاحة، ومن ثم تدميره كليا بعد أن تحولت صالاته ومدرجاته ومراكز اتصالاته وكل شبر في أرضه إلى ساحة لسلسلة اشتباكات مسلحة برا وبحرا وجوا، انتهت بمعركة تطهيره من رجس الغزاة بثمن باهظ من الشهداء والجرحى، وخسائر مادية جسمية، تحدثت عن جانبا من فصولها أطلال ما تبقى من المطار ومجسمات الطائرات المدنية التي اكلتها نيران القصف وحولتها إلى ركام حديدي متفحم.

 

لماذا لم يعود إلى الملاحة إذاً

 

منذ أن وضع الحرب أوزارها في عدن بات حديثُ الشارع العدني والجنوبي بشكلٍ عام، يدور حول علامةُ إستفهام انتقلت حتى للفضاء الخارجي، لماذا لم يفتتح مطار عدن الدولي وما سر عدم عودة نشاطه… حتى أن شاشات صالات الانتظار في جميع مطارات دول العالم افتقدت لتلك الأحرف التي كان تدوي بصوت رصين في جنباتها محددة موعد وصول الطائرة من مطار عدن وساعة اقتلاعها، في طريق عودتها إلى العاصمة الجنوبية، أثناء نزولنا إلى مطار عدن الدولي مؤخراً، شاهدنا مدى المعاناة التي يتجرعها المسافرون على بوابة صالة الانتظار، والمتفاقمة جراء عدم إدخالهم إلى القاعة الرسمية للراحة والانتظار.

 

لربما أيضا أصبحت كلمات أغنية الفنان الكبير أبو بكر سالم بلفقية، “يا طائره طيري على بندر عدن”، متنفساً للحزن الذي ألمنا جميعا على حال المطار الذي لم تعد تهبط في مدرجاته سوى طائرة واحدة لا غير، وتقلع حينها، بمعدل الرحلتين الاثنتين الأسبوعية، وأحياناً لا تكون متنظمة.

 

شركة واحدة من الطيران مازالت تحلق في سماء عدن، تابعة للخطوط الجوية اليمنية في ظل أن مختلف شركات الطيران معلقة، ولم تدور دواليبها في مدرجات مطار عدن أو اقعلت منه منذ عامين!

 

حينما يخترق حاحز الصوت ضجيج طائرة قادمة، تتعلق الأنظار في السماء مترقبة متلهفة، بعد أن أجهدتها المعاناةٌٌ المُستمرة واتعبت بعضها لحظات استقبال الوافدينَ في حائط المطار من الشارع العام، بينما يلاحظ الاستنفار في أوساط الجنود والعسكر، المنتشرين خلف متارسٌٌ تحسباً لأي طارئ.

 

صيانة مستمرة

 

بعد تحرير العاصمة عدن من المليشيات وقوات عفاش الغازية، عادت الحياة تدريجيا لمرحلتها الشبه الاعتيادية، فكان لمطار عدن الدولي نصيب من الصيانة وإعادةِ بناءِ ما خلفتهُ الحرب من دمارٍ لحق بهِ، فبادرت دولة الإمارات العربية المُتحدة في شهر 9 من العام الماضي2015م، بصيانة وترميم المطار وإعادة تأهيله، ولعل المدرج الذي تهبط بهِ الطيران تم إصلاحه وكذلك أجهزة وإشارات المراقبة التي تتمركز على مشارف المطار، وكذلك جرى تغيير الإجهزة التي كانت مدفونةً تحت الأرض، وإعيد بناء الهناجر ومراكز صيانة الطيران، كما أن البرج الذي تعرض للقصف تم إعادته كما كان.

 

أحد عشر مقاولاً كُلاً بمؤسستهِ، تحت قيادة شركة عالمية واحدة، عملوا ويعملون في صيانة المطار منذُ شهر 9 العام الماضي ، وصرح لـ”المندب نيوز” بأن موعد تسليم مطار عدن من قبل المقاولين للشركة المُنفذة سيكون في 20/11/2016.

 

ومن خلال نزولنا إلى المطار، والاطلاع على سير العمل فيه، أكد بعض المقاولين أن ما تم إنجازه خلال سنة كاملة ما يعادل ٩٤%،حتى اللحظة.

 

عمليات إرهابية

 

في 14/5/2016م تعرض المطار إلى إطلاق رصاص كثيف من قبل عناصر مجهولة، كانوا على متن سيارة هيلوكس، والحمدلله، لم يُصب أحد بأذى.

 

بعدها بأيام تعرض المطار إلى إلقاء قنبلة يدوية من قبل مجهولين، على ضاحية المطار من الجوله.

 

وفي شهر 6 من العام نفسه، اُطلقت قذيفة آر بي جي على برج المطار من قبل مجهول على متن سيارة شاص.

 

وفي شهر 7 لم يكن لتلك الجماعات إلا أستهداف المطار بسيارة مفخخة، وعملية أخرى لم تنجح في الساعة الثالثة فجراً… انفجرت السيارة الأولى في محيط المطار من الجولة، حين اصطدمت بمدرعة عسكرية ما أدى إلى استشهاد عنصر أمن وإصابة اربعة آخرين. في حين تم القبض على قائد السيارة الثانية، بعد أن انفجرت الأولى قُرب المطار.

 

معوقات أمنية

 

وعن أسباب عدم انتظام حركة الطيران في المطار، قال أحد المسؤولين في المطار، أن هناك معوقات أمنية فرضت على المطار عدم الإنتظام في برنامجه، مؤكداً أن الحرب قائمةً ولم تضع أوزارها بعد، وتابع “لا يمكن لأي شركة طيران أن تشغل رحلاتها في الملاحة الجوية اليمنية في ظل الأوضاع القائمة حالياً لكون الأمن لم يستقر بعد، والدول وشركات الطيران مازالت إلى الان متخوفة”.

جاهزية عالية واستعداد تام

وحول التطورات الأمنية بالمجمل لا سيما فيما يخص المطار، قال قائد أمن مطار عدن الدولي العميد/ عبد الله فضل كرعون ، لـ”المندب نيوز”، إن قوات الأمن والجيش في مطار عدن الدولي في حالةٍ جاهزية عالية، ومستعدة للتصدي لأية محاولات تسعى للمساس بمطار عدن.

 

وأكد، إن مطار عدن آمِن، وليسَت هناك أية مشكلة، والإنتشار الأمني مكثف، ولدينا غرفة عمليات وإستخبارات تراقب التحركات وترصد كل ما يدور بمحيط المطار.

 

القبض على عناصر إرهابية

 

وكشف كرعون، إنه تم القبض على عدد من العناصر الإرهابية، التي حاولت زعزعة واستهداف مطار عدن، بفضل جهود العيون الساهرة من الأمن والجيش وكذلك السلطة المحلية ممثلة بمحافظ العاصمة اللواء/ عيدروس الزبيدي، ومدير أمن عدن اللواء/ شلال شائع.

 

داعياً كل المواطنيين إلى مساعدة رجال الأمن، والإبلاغ عن أية عناصر إرهابية، تخطط لاستهداف الأمن في عدن ككل ومطار عدن بالأخص.

 

موجهاً شكره للقيادة السياسية، ممثلةً برئيس الجمهورية قائد القوات المسلحة، عبدربه منصور هادي، على دعمهِ للمطار ومتابعتهِ لمجريات العمل لإعادته لسابق عهده.

 

قائد آخر قال أن مطار عدن مؤمن بكتيبة من حرس أول جمهوري، جنود وأفراد تحدثوا للمندب نيوز قائلين، نحن هُنا ضمن حراسة مطار عدن جُند ضمنَ كتيبة مكونة من 250 فرد، حرس أول جمهوري رئاسي تابعين لمعاشيق.

وقائد الكتيبة المعروف أبو قحطان، الرُجل الذي تصدى بمدرعتهِ للسيارة المفخخة، ما أدى إلى إنفجارها، بمحيط المطار، ولا توجد أي جهة أخرى أو أي جماعة آخرين يناوئون الخدمة الأمنية.

 

تعمد تدهور مؤسسات عدن
و قال لـ”المندب نيوز” الشيخ حسين بن شعيب رئيس الهيئة الشرعية للإفتاء الجنوبية ،  بأن “التحالف مع شرعية هادي لا يريدون استقرار الوضع بعدن”.

 

معتبراً “أنهم يعتقدون أن عدن لو تتطبعت فيها الحياة وتم بناء مؤسسات الدولة أنها ستنفصل عن الشمال”.

 

وتابع “لذلك يتعمدون تدهور عدن بمؤسساتها وانعدام الخدمات فيها حتى يصل المواطن الجنوبي إلى حالة يقبل فيها بأي حل مادام يجد من يوفر له الماء والكهرباء ويصرف له المعاش”.

 

وأضاف بن شعيب “السياسة مجردة من الأخلاق”، ورأى أن هذا “قدرنا أن الجميع يتأمر على الجنوب”.

 

معبرا عن أسفه لأن الجنوبيون غير مدركين لذلك، وأكمل “الذي يحز فينا جميعا أن عدن تدمر وكل يوم بل وكل ساعة والتخريب فيها جار على قدم وساق. متسائلاً “هل من تولى إدارة عدن على علم ودراية بذلك أم أن وراء الأكمة ماوراءها.

واضاف بالله عليكم التحالف العربي لايستطيع حل مشكلة الكهرباء والمياه والمجاري بعدن ولا يقدر على تأهيل مطار عدن. هذا غير معقول؟ مؤكدا أن “هناك أجندة يريدوا فرضها على الجنوبيين تتعارض كليا مع مطلب شعب الجنوب”. محذراً من أن ما نراه اليوم ينبئ بمستقبل مظلم قاتم لا يبدو فيه أي بادرة أمل، فألى الله المشتكى”.

 

وتسائل اخيراً ألم تستطع دول التحالف أن تقوم بتأهيل مطار عدن الذي هو ثغر العاصمة عدن؟

 

LEAVE A REPLY