بقلم / حمدي عبدالله محمد بامثقال
………………
يلعب الاعلام دورا هاماً في كل الدول والمجتمعات العالمية من حيث تعبئة الرأي العام العالمي بالأخبار والمعلومات التي من خلالها تتعبا بالمعلومات والأفكار التي يتبعها اتخاذ القرار ، ومن ثم التنفيذ ويطلق على وسائل الاعلام بما فيها المقروءة والمرئية أو المسموعة اسم ميديا (Media) من صحف ومجلات ونشرات إعلامية وتلفاز ومذياع بجانب المواقع الالكترونية .
وتعمل هذه الوسائل على إثراء وجدان وعقول الجمهور المتلقي مما يزيد من مدى ثقافته وتأهيله و إدراكه وبالتالي تفاعله مع المجتمع الذي من حوله كبارا وصغارا كل منهم يفرد لها مساحة من الزمن بمتابعتها وخاصةً البرامج التي تتوافق مع رغبة كل فرد ويتطلب من الفرد و من الجماعة في هذه اللحظة أن يعي بما يتعرض له من برامج أو اخبار سواء في الفضائيات أو الصحف أو الراديو أو الوسيلة الأكثر شهرة من خلال المواقع الكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت .
ويتطلب في هذه المرحلة أن يحدد الاهداف في هذه اللحظات الراهنة العصيبة التي تحتاج إلى توحيد القضايا الأساسية التي تحظى باتفاق عام وتصب في مصلحة الخروج للبلاد إلى مرحلة جديدة من الديمقراطية والاصلاح حتى لو اختلفت اساليب تحقيق ذلك وفقاً للأفكار الايدلوجية التي يتبعها الاشخاص ولكن الهدف في النهاية واحد وواضح ومحدد للمجتمع كما يجب على المشاهد أو القارئ أو المستمع أن يعي جيداً أن ما يعرض من وسائل الاعلام ليس كلها صحيحاً أو المسلمات بل يجب عمل تحليل والمنطق لتفسير هذه الاخبار والمعلومات القادمة من وسائل الاعلام .
أن تأثير وسائل الاعلام على المجتمع بدأ يتزايد في الآونة الأخيرة مع عدم قدرة الدولة على السيطرة من كل ما يأتي من الخارج من خلال الأجهزة المختلفة .
لقد حظيت وسائل الاعلام وتأثيرها على المجتمع وتركيبته الثقافية باهتمام الكثير من المنظرين البارزين حيث أشارت إلى ذلك الكثير من الكتب منها كتاب المسوم (Open the Box) جان روت (JANE ROOT) الذي هدفت على بيان ما تستمع به وسائل الاعلام من الامكانيات والتأثير حيث قالت ( إنها تلعب دوراً في تحديد طريقة تفكيرنا إنها تعمل على إعطاء صورة مفصلة عن دواتنا ) و إذا أردنا أن نبين مدى تأثير الاعلام فإن علينا أن نشخص مثل هذا التأثير ونحدد وفق فهمنا وعلاقة بالمجتمع وتأثيره الشامل .
وبالنظر إلى وسائل الاعلام باعتبارها صرحاً هاماً في المجتمع يربط في الغالب التأثير الاجتماعي والمجتمع بفهم هذه الفكرة والمفهوم المؤثر باعتبار وسائل الاعلام قوة خارجية وبذلك لا يفهم بأن فكر وسائل الاعلام تكون دائماً إجابيه فيما تقدمه من معلومات بل أحياناً تكون سلبية حيث يؤكد عدد كبير من العلماء ذلك فمنهم العالم ووتر ليبيمان الذي أكد أن وسائل الاعلام فاشلة دائماً في توجيه الجماهير كيف يفكرون ولكننها نجحت دائماً في بلاغهم عنما يجب أن يفكروا فيه .
لذلك نجد عدد كبير من الدول والأنظمة السياسية تسعى إلى الهيمنة على وسائل الاعلام ليبث من خلالها أفكار واتجاهات على الجمهور لصالح النظام السياسي للدولة قاصداً من تلك الهيمنة هو أن تكون هذه الأفكار مشوهة لغرض أيجاد حالة من الانقسام بين المواطنين تجاه القضايا المعينة تخدم جهة وتخدم مصالحها .
أن الذي يفعله اليوم المخلوع عفاش والمتمرد الحوثي في اعلامهم خير دليل على ذلك الفعل الفضيح لدور الاعلام في اليمن في المناطق التي تحت حكمهم الظالم .
لقد لعبت وسائل الاعلام دوراً كبيراً في تحديد بعض النظم السياسية والانتخابية لكثير من الدول كونها ساهمت في فوز مرشح على الآخر ولعبت دوراً في المنافسة بين المرشحين من خلال معرفة ثقافة كل مرشح والوعود التي سيقوم بها إذا فاز وبذلك بالإعلان والدعاية الانتخابية وغيرها من الوسائل الاعلامية .
و من ناحية أخرى تجد الاعلام يلعب دوراً ايجابياً في المجتمع حيث يعتبر صوتاً لمن لا صوت له صوت الشعب وإذا نظرنا إلى وسائل الاعلام التي تترفع عن قضايا الشعب ومشاكله تجدها لا يميل الشعب لمشاهدتها في أغلب الأحيان وتكون فاشلة ومن أهم ما تتطلع عليه وسائل الاعلام المخلفة وقوفها سداً منيعاً لكل ما يضيء المجتمع من عادات قبيحة من الادمان المخدرات ومكافحة المشاكل التي يواجهها المجتمع وتعمل على انهياره مثل مكافحة السرقة والرشوة والاختلاس وتهريب الأموال والتطرف والارهاب واستغلال النفوذ لأجل الوصول إلى الحرام .
و للإعلام دور في تشكيل الرأي العام وطرح موضوعات سياسية واقتصادية واجتماعية تلف حولها جموع المواطنين والارتقاء بالمعرفة والادراك .
ومن هنا لابد من دراسة وجهه النظر التي تؤمن أن وسائل الاعلام قوة مهيمنة على الناس لكونها تروق إلى رغباتهم واحتجاجاتهم بالمقارنة ( مع الفكرة أن المرء حر فيما يفعله ) بمعنى أن الجمهور المتلقي بوسائل الاعلام بمقدوره التصدي لتوجيهات الأمية للتحكم به من خلال خياراته التي يلجأ إليها .
وفي النهاية فإن الاهتمام بوسائل الاعلام وفقاً للقواعد القانونية التي تطبق على الوسائل الاعلامية يجعلها تنهض بمستقبل أفضل بين الشعوب كونها رسالة تهدف إلى الحق والسلام للفرد و المجتمع .