مفاوضات الفرصة الأخيرة.. مُحادثات السويد طوق نجاة «وحيد» للحوثيين

373

المكلا (المندب نيوز) رصد

انطلقت المشاورات اليمنية الخميس 6 ديسمبر 2018 بين وفد عن الحكومة الشرعية، وممثلين عن جماعة الحوثي  في السويد، وبحسب تصريحات لـ مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، فإنه تم الاتفاق على تبادل الأسرى والمعتقلين، مشيرًا إلى أن «المحادثات تبعث الأمل بخصوص التوصل لحل سياسي»، وفق تعبيره.

وقدم المبعوث الأممي شكره للسعودية والتحالف العربي على الدعم الذي قدماه لتسهيل مفاوضات السلام، مؤكدًا أنه سيتم العمل خلال الأيام القادمة على التوصل لاتفاق يخفف معاناة اليمنيين، وتأتي هذه المحادثات وسط إجراءات أمنيَّة مُشددة؛ حيث أغلقت السُّلطات السويدية مقر الاجتماع الذي من المقرر أن يركز على سبل الاتفاق، وتحديد خطوات أخرى لبناء الثقة وتشكيل هيئة حكم انتقالية في اليمن.

وصول وفود الحكومة والحوثي

وكان وفد الحكومة الشرعية اليمنية قد وصل، أمس الأربعاء، إلى السويد، للمشاركة فى المحادثات التى ترعاها الأمم المتحدة لحل الأزمة اليمنية ووقف الحرب، وذلك بعد وصول وفد  الحوثيين بيوم واحد، بمرافقة مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن جريفيث، على متن طائرة مقدمة من حكومة الكويت.

من جانبه أعلن جريفيث – عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعى (تويتر) – أن مفاوضات السلام اليمنية ستبدأ اليوم الخميس، ومن المُرتقب أن تنطلق مشاورات السلام من قصر (جوهانسبورج) فى (ريمبو)، إحدى ضواحى العاصمة ستوكهولم، وفى سبتمبر الماضى، فشلت الأمم المتحدة فى عقد جولة محادثات فى جنيف، بسبب تعنت ميليشيات الحوثى التى دأبت على المراوغة والالتفاف على تعهداتها.

ويرى مراقبون أن هذه الجولة من محادثات السلام تمثل أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 2014، وفقا لخبراء، مع تزايد الضغوط على الدول الكبرى للتدخّل من أجل منع حدوث مجاعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، وذلك بعد انهيار جولة سابقة من محادثات السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية عام 2016، بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق للتشارك في السلطة، عقب 108 أيام من المفاوضات في الكويت. وبقي ممثلون للحوثيين عالقين في سلطنة عمان لثلاثة أشهر.

مفاوضات الفرصة الأخيرة

المحلل السياسي اليمني، الدكتور عبدالملك اليوسفي، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»: إنه يُمكن استشراف نتائج محادثات السلام اليمنية بناء على المعطيات الحالية التي لا تبشر بخير، خاصةً في ظل التنازلات التي قدمها المبعوث الأممي لليمن لميليشيا الحوثي للحضور إلى طاولة المفاوضات، وهو ما يشير إلى صعوبة التوصل للحل السلمي في الأزمة اليمنية الحالية.

وأشار المحلل السياسي اليمني، إلى أن المبعوث الأممي إلى اليمن أصبح مُرافقًا لميليشيا الحوثي؛ حيث ذهب إلى صنعاء لإحضارهم إلى السويد، إضافة إلى التنازلات التي قدمها، وهو ما يؤثر بالطبع على هيبة الأمم المتحدة، إضافة إلى الإهانات التي تلقاها المبعوث الأممي بسبب ميليشيا الحوثي وعدم وفائها بأي التزامات، وكل ذلك لا يدع مجالًا للشك أن الميليشيا غير مُستعدة لأي عمليات سلام.

اليوسفي أكد أيضًا أن هناك فجوةً كبيرةً بين الاستحقاقات اللازمة لإتمام عملية السلام في اليمن، وبين الملفات التي يتم طرحها في مثل هذه المحادثات، وهو ما يضع العملية السلمية في مأزق كبير، ما يشير إلى أن هذه الجولة من المحادثات مجرد إطالة لأمد الحرب ولا طائل منها،  خاصة في ظل عدم التزام ميليشيا الحوثي باستحقاقات المفاوضات السابقة والحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن، التي يأتي على رأسها تسليم الميليشيا لسلاحها.

المحلل السياسي اليمني شدد أيضًا على أن أي مناقشات لا تتطرق إلى تسليم الميليشيا لسلاحها كاملًا وعودة الدولة إلى صنعاء، هي إضاعة للوقت وإطالة لأمد الحرب، وبالتالي في ظل التعنت الإيراني وميليشيا الحوثي من محادثات السلام فإن هذه المحادثات هي الفرصة الأخيرة للميليشيا ولإيران، خاصة في ظل الموقف الدولي من الأزمة اليمنية والمعطايات الجديدة للموقف الأمريكي والأوروبي التي تعتبر أن استمرار الأزمة تهديد للأمن القومي الدولي.

LEAVE A REPLY