لماذا يرفض “الانتقالي” عقد أي جلسة لمجلس النواب في “الجنوب”؟

734

المكلا (المندب نيوز) كتب: عبد القادر القاضي

 قد يسأل سائل لماذا يرفض المجلس الانتقالي الجنوبي عقد اي جلسة لمجلس النواب في عدن او حضرموت او الجنوب ككل؟ ويصر على هذا الرفض.

فدعونا نسترسل بالأمر لننبش ما هو تحت السطح، نستقرأ بوضوح هذا الموضوع الملتبس على الغالبية من الناس بشكل سلس ومبسط.

فشمالآ ومنذ اربع سنوات يوجد لديهم رئيس (زيدي حوثي) ورئيس حكومة ووزراء ووزارات يحكمها (زيود حوثيون أو متحوثون)، وتوجد لديهم عاصمتهم السياسية (صنعاء)، هذا شيء موجود ومعلن بالفعل.

كما في الشمال جيش مليشاوي (زيدي حوثي) ويوجد جهاز أمن (زيدي حوثي)، ومربط الفرس في هذا المقال انه ايضآ يوجد لديهم في الشمال مجلس نواب (حوثي) وقد تمت مؤخرا قبل قرابة الشهر عمل انتخابات تكميلية له في بعض الدوائر ليتم استكماله، وقد تم بالفعل.

الى درجة أن مبعوث الأمم المتحدة السيد جريفيت لم يعد يتعاطى مع مصطلح انقلابيون وشرعية بل في كل تقاريره يذكر الجميع بمصطلح أطراف الأزمة او أطراف النزاع في اليمن.

إذآ هناك دولة في الشمال بكامل ادواتها وشكلياتها، حتى وإن أتت على أنقاض انقلاب، إلا أن هذا لا يلغي أن الحوثي (الزيدي الاثنى عشري) هو الان من يحكم الشمال كاملآ بما في ذلك بعض نصف مديريات مأرب والجوف.

بالتالي حينما يصر حزب الإصلاح وبتشجيع غير معلن من الحوثيين وعبر استخدام القنوات الشرعية التي ابتلعها الإصلاح وبقايا حزب المؤتمر فرع الرياض.

حينما يصر هذا الحزب الخبيث منذ قرابة الثمانية أشهر على عقد جلسة للبرلمان في العاصمة (عدن) والمنتهية شرعيته منذ سنة بحسب آخر انتخابات، فانهم بالمقابل يريدون خلق دولة لهم في الجنوب تسيطر عليها أحزاب شمالية المنشئ يتزعمها زعماء عسكريون ودينيون وقبليون هم ايضآ (زيود) ليكون الجنوب هو الوطن البديل لهم بجانب دولة شمالية يسيطر ويحكم فيها ايضآ (الزيود) منذ أربع سنوات عبر الانقلاب ومن قبل هم كانوا يحكمون الشمال منذ الف عام.

لانه في حالة انعقاد جلسة لمجلس النواب في عدن او حضرموت كما يخطط ويطمح حزب الإصلاح الذي جل قياداته من الصف الأول هم في الأصل (زيود)، سيكون هناك بالمقابل مجلس نواب (زيدي حوثي) في صنعاء موجود فعلآ بحكم سيطرة وتمكن (الزيدية الحوثية) من الحكم هناك، سيقابله مجلس نواب في عدن ايضآ (زيدي التبعية) بحكم الأحزاب وقادتها ومنشأها.. حتى وإن ادعى دعمه للشرعية.. فهو فقط يستغلها لتمرير مخططاته.

اي اننا سنكون أمام مشهد مجلس نواب زيدي في الجنوب ومجلس نواب زيدي في الشمال هو موجود فعلآ.

وكما توجد حكومة (زيدية) في الشمال ستوجد حكومة شرعية (زيدية بالتبعية) في الجنوب، فكل قيادات الأحزاب شمالية زيدية والبقية ادوات فقط ولا تتخاصم ولا تتناطح في ذلك عنزتان.

بالتالي ستكون وزارات في الجنوب تقابلها وزارات في الشمال.. وسفير مقابل سفير.

وعاصمة مقابل عاصمة، ورئيس في الشمال مقابل رئيس في الجنوب، ناهيك عن تبعات نجاح ذلك الأمر من السماح لقوات عسكرية والوية شمالية تابعة لهذا الحزب بالعودة إلى الجنوب بعد أن فقدت مواقعها فيه.

اذا في هذه الحالة نحن أمام التفاف كبير على القرار الذي ينص في فقراته بعودة الشرعية ممثلة بالرئيس والحكومة إلى صنعاء وإنهاء الانقلاب، وليس بالدعوة إلى عقد جلسة لمجلس النواب في عدن او حتى حضرموت ليكون لدينا شمالآ زيدي وجنوبآ تسللت إليه أحزاب الزيود من نظام الحكم السابق ليحكموه عبر ادواتهم من أبناء الوسط والجنوب، ليكون جنوبآ تحكمه العقلية الزيدية.

ليكون مجلس النواب المهترئ اصلآ هو حصان طروادة الذي سيجعلهم يتغلغلون في مفاصل الجنوب مرة أخرى، لأنهم يشعرون انهم باتوا خارج اللعبة السياسية القادمة لانهم لا يمتلكون ارضآ ولا حاضنة شعبية سوى بعض شوارع وسط تعز المختطفة منهم بقوة السلاح وترهيب بقية الأطراف.

هذا ما يخطط له الإصلاح ليجعل من الجنوب هو الوطن البديل لهم كحزب وكتنظيم بعد أن طردوا من صنعاء ومن الشمال كله.. ولم تعد لديهم إرادة الانتصار والعودة إليه.

لذلك تجدهم يستخدمون كل اعلامهم وكل أقلامهم وكل مسترزق رخيص ضد الجنوب كقضية وضد المجلس الانتقالي الجنوبي الذي بات هو حائط الصد الوحيد والصلب امامهم والمانع المنيع الذي يعيق تنفيذ هذا المخطط الذي يراد عبره أن يتم ابتلاع الجنوب مرة أخرى.. تحت شعارات كاذبة ولافتات زائفة مستخدمين التقية مثلهم مثل الحوثيين في كل أفعالهم.

من يريد يمن اتحادي عليه أن يناضل ويقاتل ويحارب ويخوض المعارك ويقدم التضحيات ويتقدم نحو صنعاء لتنفيذ القرار الدولي ليعيد الرئيس والحكومة وشرعية الحكم إليها.. ان استطعتم.

اما حلمكم بالجنوب كوطن بديل لتنظيمكم وحزبكم بعد أن بات ابناءه فوق أرضه حراسا عليه.. فهذا لن يكون ولو حجت الابقار على قرونها.

LEAVE A REPLY