المتسولَينْ أنا و الملف الأبيض ..! لـــ محمد علوي بن سميط

257
محمد علوي بن سميط

محمد علوي بن سميط / مذكرات باحث عن عمل:-
 
 
محمد علوي بن سميط
محمد علوي بن سميط

لم تكُ بيننا صداقة من أي نوعٍ گانت ، گل شي بيننا بدأ بنظرات مسروقة لأرفف تلك المكتبة العتيقة .. أتبعتها بابتسامة ماكرة .. و مضيت ..!

نعم لقد مضيتُ فَرِحاً ذلك اليوم باقتراب تخرُّجي الموعود ، و في داخلي أملٌ يَگبُرْ ، و حُلُمٌ گبيرٌ يتعاظم و يَزْهُرْ ..!
خرِّيج .. ماذا بعد ! لقد استلمتُ الشهادة و حملتها بيدي اليمين و لوَّحْتُ بهآ عالياً لِتُلآمِسَ أحلامي ..!
أطرقتُ رأسي بعدها من صديقي الآن ؟!!!
أوووه لقد تذكرته أنه الملف الأبيض ..!! هو من سيحتضن نُسَخُ الشِهادة داخله …!
هو الوحيد الذي لن يشتكي من التقدير المدون عليها …!
و أصبح لديَّ عشرةُ ملفات ، و گل مِلفٍ تمَّ حشوه بأوراقٍ مختلفة المضمون تتقدمهم الشهادة الجامعية …!
و أتت مرحلة التوزيع التي استغرقت ثلاثة أيام ، كنت خلالها فرحاً كطائرٍ خرج من سجنٍ عتيد ..!
گم أتمنى لو وزَّعتُ قُبُلاتٍ حينها على الملف الأبيض عندما غادر حقيبتي السوداء ! لكنني كنت متبسماً فقط للمسئول !
و انتظرت بعدها علَّ هاتفي يرن باتصال مفاجئ يحمل بشارة تفجًِّرُ أساريرَ سعادتي !
لم تمر سنة إلا و گان لدي ضعف عدد نسخ السنة الماضية قد تم توزيعها أيضاً …!
و تستمر معاناتنا أنا وصديقي متسولينِ  ..! بالرغم من أنه يفارقني لدرجٍ آخر و يتراكم عليه التراب و لربما وصلته أشعة الشمس و زخات المطر ..! آهٍ آهٍ يا صديقي !
تسآءلتُ يوماً … أين أنت من مقولة الصديق وقت الضيق ؟!
أجابني بتهگم : ألا تعرف الواو ؟!
تلگّأتُ في إجابتي قليلاً :  الو…و..ااو …!
_ نعم الواو … تلك التي تنفض الغبار من على الملف … و ترفع ملف و تخفضُ ملف !
_ و هل تعتقد أن لملفاتي نصيب من الواو ؟!
قهقه ضاحكاً : و هل إذا لديك واو سنكون متسولينِ منذ سنة و نيف !!!
_ لا أدري .
_ بل تدري و حتى الأدراج تدري ..!
_ ما زال الأمل كبير و سنكملُ معاً !
_ و لكنني سئمت الأدراج ..!
_ و أنا سئمت المقابلات …
أطرقَ قائلا : لديَّ الحل
_ أسعفني به
_ لن نكون أصدقاء بعد اليوم فلابد للصداقة من وسيط !
_ هل تتخلى عني ؟!
_ بل أكرر لك لقد سئمت الأدراج … فالرجاء الرجاء ابحث لي عن وسيط !!! فالبحث لوحدنا لا يكفي يا صديقي .
مازلتُ أفكر هل هذه السنة سيكون عنوانها الجديد (المتسولون عن وسيط) ؟!!
 

LEAVE A REPLY