عدن (المندب نيوز) البيان الإماراتية
شهدت العاصمة المؤقتة عدن خلال عام 2016، عودة ملحوظة للأنشطة الثقافية والفنية في كافة مديرياتها، بعد توقف لأكثر من عام، بسبب الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي وصالح على المدينة.
وكان عام 2016 بالنسبة لعدن عام تنشيط الحركة الثقافية، واستعادة المدينة لمكانتها المرموقة كمدينة رائدة ثقافياً وفنياً وحضارياً، رغم الدمار الذي حل بها، جراء حرب مارس 2015 التي شنتها المليشيات عليها.
حيث شهدت عدن تطبيع كبيرة لأوضاع الحياة، بفضل دعم التحالف العربي ولاستقرار الأمني الكبير الذي شهدته مؤخراً، وكان للجانب الثقافي، السبق في إقامة العشرات من معارض الصور والكتب والأنشطة الفنية في كثير من المعالم الأثرية، وآخرها المعرض الدولي للحضارة الإسلامية الذي شهدته العاصمة عدن للفترة من 28 ديسمبر 2016، وحتى الثاني من الشهر الجاري، بمشاركة 20 دولة خليجية وعربية وإسلامية.
حضور المسرح
كما كان للمسرح حضور مميز خلال العام الماضي، عن طريق عرض عدد من المسرحيات، والتي تطرقت في مجملها لمناقشة تداعيات الحرب وآثارها، ومحاولة تجاوز السلبيات التي خلفتها الحرب، إذ كان لفرقة خليج عدن المسرحية دور مهم في إعادة إحياء المسرح وتنشيطه خلال الفترة الماضية.
وقال رئيس فرقة خليج عدن عمرو جمال لـ «البيان»، إن الفرقة المسرحية منذُ تأسيسها في عام 2005 سعت إلى النهوض بالحركة المسرحية في مدينة عدن، رغم كل التحديات والصعاب، وأبرزها غياب البنية التحتية للمسرح في المدينة، ومع ذلك، قمنا بإعادة تأهيل دار سينما قديمة في عدن مع ملاك السينما، وأقمنا عليها عروضنا المسرحية، ولم يخذلنا جمهور مدينة عدن، وتوافد إلى المسرح منذ أول عرض مسرحي.
وأضاف: «توقفنا في فترة الحرب وما تبعها بسبب الانفلات الأمني، ولكن مؤخراً، مع تحسن الوضع الأمني، استشعرنا المسؤولية تجاه المسرح والمدينة، وقررنا العودة بعروض مسرحية، وسنقاوم مع مدينتنا الغالية وجمهورنا المخلص، كل طيور الظلام وأعداء الجمال».
وعن أبرز مشكلة تواجه المسرحيين في عدن، قال إن غياب خشبة المسرح، المدينة التي عرفت المسرح قبل 110 أعوام لا يوجد فيها مسرح، وتم تدمير المسارح فيها خلال فترة حكم المخلوع صالح، وبشكل متعمد وممنهج.
ازدهار الأنشطة
بدوره، قال الصحافي بسام القاضي، أحد المشرفين على المعرض الدولي للحضارة الإسلامية لـ «البيان»، إن عدن عادت إلى طبيعتها، وبدأ الفن والثقافة تزدهر، رغم تعمد نظام المخلوع صالح خلال عقدين ونيف، من تدمير ثقافة وحضارة وألق عدن في المسرح والفن والثقافة.
وأضاف أنه، وبجهود ومبادرات شبابية، وبدعم الأشقاء الإماراتيين، نهضت عدن بسرعة فائقة، لتستعيد مجدها الثقافي والفني، ولتقول للعالم عدن لن تموت، عدن ولادة الثقافة وحاضرة الفن والإبداع منذ الأزل، وهي مدينة التسامح والتعايش وصاحبة الريادة بذلك في الجزيرة العربية. وقال إن أحياء الفعالية الثقافية والفنية أمر مهم لهزيمة ثقافة العنف والتطرف والإرهاب، لا سيما بعد خروج عدن من حرب مدمرة.