حزب الرابطة،،،والسعودية

375

 

*عبدالسلام قاسم الجحافي
*عبدالسلام قاسم الجحافي

ارتبط حزب رابطة الجنوب العربي منذ نشأته في اوائل الخمسينيات من القرن الماضي بعلاقة أخاء وتعاون وتفاهم مشترك مع النظام السعودي.

حيث يعد حزب الرابطة من الأحزاب السياسية الوحيدة التي آمنت منذ وهلتها الأولى بحق الجوار وضرورة الحفاظ على أواصر الأخاء وتعزيزها من خلال إعلان حُسن النوايا الطيبه مع دول الجوار وعلى وجه الخصوص والتحديد المملكة العربية السعودية.

ولما كان من مكانه هامه تحتلها الدولتان في واحده من اهم مناطق العالم حيوية واهتمام والمتمثل في البحر الأحمر وبحرالعرب وارتباطهم في حدود الصحراء بالربع الخالي وغيرها اضافةً الى ماهو قبل هذا وذاك من عقيدتهم الواحدة ورسالة وحي نبيهم المنزلة ِ في اهم بقعة أرضية معززةِ بالرسالةِ الإلاهية المنّزَله من ربِ العباد وهي (الجزيرة العربية).

ولما كان ذلك هو قدرنا الواحد ،رأت الرابطة ان من واجبها الأسلامي والقومي والوطني هو تعزيز تلك العلاقات توطيدها بمايلبي مصالح الشعبان العربيان وصون مكانتهما ودورهما في الخريطة الدولية.

وبذلك تحملت الرابطة بسبب نظرتها التاريخية والقومية لحقوق الجوار الى سيل من الأتهامات المغرضة نحوها واتهامها بالعمالةِ والإرتزاق لفترةً من الزمن من دعاة اليسار المتطرف ودعاة الثورية والأممية وشعاراتها التي اتت في مرحله ثوريه كان الجهل والتخلف وعدم الإدراك عوامل مساعده لنماء تلك الشائعات والأتهامات.
وامام ذلك وقف رواد حزب الرابطة امام تلك الدعايا التحريضية ضدهم وتمسكوا بمواقفهم التي يؤمنون بها لعقود من الزمن دون ان يكون هناك ردة فعل تُذكر مقابله لتلك الأساءات عملآ بقوله جلا وعلا (ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن).

مرت عقود من الزمن وأثبتت تجاربنا بأن الحضن الدافئ لبلدنا هي السعودية وكذالك الحال هو العكس ايضآ بالنسبة لها  وراح من ينتقد ويتهم العربية السعوديه منذ زمن يبحث  اليوم عن رضاها وتقبل صداقتها وودها .!

وبعيدآ عن الأفكار والتوجهات والمواقف السياسية لكِلا البلدين إلأ  أن المنطق والعقل يقول بأننا لانستطيع ان نستغني عن (السعودية) وليس هي ايضآ قادرةً على الأستغناء عن  بلدنا (الجنوب العربي) ،باعتبار ان الوريد والشريان الذي يبث دفعات دمه الى الفؤاد هو ذاته نفس الوريد  الذي يضخ
شعيراته الدموية الواحده.

اليوم مازالت الرابطة تنهج نفس النهج الذي ارتبط بتاريخها في الخمسينيات وذهبت تقف ضد مشروع التمدد الحوثي في جزيرة العرب تحت حجه سلاليه عفت عليها ذكريات ذلك الزمن واحداثه التي لاتفصل بين تقدم الشعوب وتطور حضاراتها في العصر الحديث.

أرى أن الرابطيين مازالوا حتى اللحظه هم القادرون على حماية بلدهم والحفاظ على أمنه واستقراره  لأسباب تاريخيه  قديمه باتت تؤكد وبما لاشك فيه عمق نظرتها البعيده وارتباطها الوثيق لتاريخ شعبها وبلدها قبل ان تظهر ازمات ومحن هذا الوطن والذي اكدت في اكثر من مجال على صوابية الفكر السياسي  الرابطي منذ 1951م.

دور العربية السعوديه في المنطقه لا أحد ينكره وأستطاعت أن تلبي مطالبنا كجنوبيين في الدعم والمساندة والقضاء على المشروع الإنقلابي الحوثعفاشي..لكن ذلك في نظرنا غير كافي خصوصآ إذا قارنا  ذلك بحجم المخاطر التي تمثلها المليشيات الحوثية في حال تمسكها بالممر الدولي المسمى باب المندب.

وأي كانت الحسابات السياسية السعودية امام خيارات شعبنا في الجنوب متأخره ومتذبذبه تحت حجة الحفاظ على أمن وسلامة اليمن الموحد فأنها حتمآ ستصل الى طريق مسدود مع سلطات ومشائخ صنعاء وقواه السياسية هناك بسبب إنعدام الجدية في العمل والإكتفاء بالإرتزاق والذي اصبح عنوان وسلوك دائم لنظام لم يجد فيه غير معاول الفيد والنهب والسطو والتخلف والجهل السائد منذ قيام انقلاب سبتمبر1962م.

على العربية السعودية التدقيق في حجم ماتقدمه من مواقف واموال طائله تدفعها لوجاهات ومشائخ ومتنفذين وسلطات في اليمن الشقيق لم ترى في المقابل غير الجحود والنكران والتأمر ومزيد من طلب الإرتزاق على حساب شعبهم وشعبنا في الجنوب العربي.

السعودية اليوم تدرك اكثر من أي وقت مضئ بأنه لاسبيل امامها إلأ بأقامة دولة الجنوب العربي الجديده ،باعتبارها هي صمام امان الجزيرة العربية وبوابتها الجنوبية ،وانه من الأفضل أخذ الفرص المناسبه وعدم التأخير أو التلكؤ في قراءة الواقع بغير حساباته .
*عبدالسلام قاسم الجحافي
اعلامي جنوبي.
الضالع

 

 

LEAVE A REPLY