تآكل الانقلاب في اليمن

250

 

اليمن(المندب نيوز)وكالات

يخفي التوتر السائد بين جماعة تمرد الحوثي، والرئيس السابق علي عبدالله صالح، خلافاً عميقاً حول إدارة المناطق الخاضعة لهما، وهي إدارة تُحكم بالحديد والنار، منذ الانقلاب الذي نفذه الجانبان ضد الشرعية ومؤسسات الدولة الدستورية قبل ثلاثة أعوام.

وعبرت الاشتباكات التي شهدتها العاصمة صنعاء خلال اليومين الماضيين، خاصة في المناطق التي تقع تحت نفوذ صالح، من بينها ساحة السبعين ودار الرئاسة في حدة، عن جمر كامن تحت الرماد، لكنه قابل للاشتعال في أي لحظة؛ فالاشتباكات والاعتقالات التي أقدمت عليها جماعة الحوثي، واستهدفت عدداً من حراسة منزل نجل صالح، أكدت أن مشروعي الطرفين، وإن اتفقا في الشكل، من حيث الانقلاب على الشرعية، إلا أنهما يختلفان في المضمون، فالحوثيون يرون أنهم الأحق في السلطة، بحكم أنهم كانوا الأداة الأكثر استخداماً في الانقلاب، فيما يعتقد حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الرئيس السابق، أنه من يمتلك الخبرة في إدارة الدولة، بحكم بقائه في السلطة لمدة تزيد على ثلاثة عقود، وينظر إلى شركائه الحوثيين باعتبارهم لا يمتلكون أي خبرة وكسبوا عداء الناس جميعاً خلال فترة حكمهم الممتدة لنحو 3 أعوام.

امتد التوتر منذ فجر أمس الأول من اعتقالات واشتباكات، إلى محاصرة الحوثيين لمبنى اللجنة الدائمة، وهو المقر الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام والاستيلاء على جامع السبعين، ومحاولة تجريد المؤتمر من كل قوته، أهمها قوات الحرس الجمهوري، فضلاً عن اعتقال العشرات من كوادر الحزب، من بينهم قادة في المحافظات، وملاحقة إعلاميي المؤتمر، أبرزهم كامل الخوداني الذي يوجه إليه الحوثيون تهمة الخيانة والتخابر مع الخارج، حيث سبق أن قام الحوثيون بسجنه الشهر الماضي لعدة أيام قبل الإفراج عنه بموجب اتفاق هش لم يصمد إلا لأيام قليلة.

الضربات الحوثية وصلت إلى صالح نفسه وأقاربه، من أبرزهم نجل شقيقه طارق محمد عبدالله صالح الذي يتهمه الحوثيون بأنه من يعمل على خلخلة الجبهة الداخلية، حيث يعد حالياً المستهدف الأول من الحملة التي يقودها الحوثيون ضد شريكهم في تحالف الشر، بل وصل الأمر إلى طرد الوزراء المحسوبين على حزب صالح من وزاراتهم، كما حدث مع وزراء الصحة والتعليم العالي والخارجية، وغيرهم، حيث يتهم الحوثيون وزراء المؤتمر بالفساد والتعامل مع جهات خارجية.

أن عمر الانقلاب يتآكل في صنعاء، لأنه مبني على تحالف هش، وينتظر كل طرف أن ينقض على الآخر والتهامه في الوقت المناسب، وقد عبر عن ذلك القيادي بوضوح عبدالقدوس الحوثي قبل أيام بمطالبته بالزحف إلى منزل صالح واعتقاله وتعليق رأسه في باب اليمن.

يدرك الطرفان أن الوقت لم يعد يسير في صالح أي منهما، وقد عجزت الاتفاقات المكتوبة وغير المكتوبة عن احتواء الخلافات وتداعياتها، والتي بدأت تشير بوضوح إلى انعدام الثقة بين الطرفين.

الشر لا يولد إلا الشر، قاعدة تنطبق بالكامل على ما يعتمل اليوم في العاصمة صنعاء من احتقان وخلافات بين شريكي الانقلاب؛ فالطرفان جمعهما إسقاط الشرعية، وستفرقهما المصالح، ما يجعل الانقلاب يتآكل وينتهي إلى غير رجعة.

LEAVE A REPLY