أنها لعنة الحرب مقال لــــ الأستاذ / فرج عوض طاحس

338

 

 

 

الأستاذ / فرج عوض طاحس
الأستاذ / فرج عوض طاحس

الحرب مصطلح كريه وممقوت وكلمة تمتزج برائحة الدم والموت والبارود دائماً ، يلجأ إليها بنو البشرممّنْ فقد عقله وإنسانيته ، من أجل تحقيق أهداف معينة ، إما أن تكون هذه الحرب دفاعاً عن النفس ضد عدوان غاشم لابد من التصدي له ودحره ، وهو دفاع واجب ومشروع ، كتلك الحرب العدوانية التي شنها الإنقلابيون الحوافيش على الجنوب وارتكبوا فيها المجازر بحق المدنيين العزل ، التي ترتقي إلى جرائم حرب حسب تصنيف القانون الدولي الإنساني ، لاستهدافهم معالم مدنية ، كالمدارس والمستشفيات والتجمعات السكانية ، وفرض الحصار على المدن لمنع وصول الغذاء والدواء الى السكان ، كما يجري ارتكابها اليوم في تعز على مرأى ومسمع من العالم المتحضر الذي يدعي احترام حقوق الإنسان .

 

 

الحرب هي وسيلة وغاية يستخدمها الحكام الطغاة من أجل الدفاع عن كراسي حكمهم العتيقة والاحتفاظ بها ضد المعارضين المنتفضين عليهم ، لرفضهم الظلم والقمع والاضطهاد وسياسة التجويع والتجهيل التي مارسوها خلال فترة حكمهم الطويل ، ولايتورع هؤلاء الحكام من استخدام أقذر الوسائل واعنفها للتخلص من أعدائهم وقتلهم حتى ولو كانت هذه الوسائل تتنافى مع القيم والأخلاق والدين والمروءة والإنسانية ، كل ما يهمهم أن يظلوا حكاماً حتى على بلد مدمر وشعب جائع تفتك به الأمراض ، وهم مستعدون الاستعانة بكل شياطين الجن والإنس في هذا العالم ، من أجل تحقيق هذا الهدف ، وهذا هو ما يجري للأسف الشديد في اليمن وسوريا والعراق وليبيا ، حيث يستعين حكام الأمس واليوم بالإيرانيين والروس والأمريكيين والمرتزقة لقتل شعوبهم ، باستخدام مختلف الأسلحة ، بما فيها المحرمة دوليا ، ولا غرابة أن يشعل هؤلاء الطغاة الحكام الحرائق وينشروا الدمار والرعب والقتل في أي جزء من البلاد ، حتى لو كان ذلك سيٌطَال أقرب الناس إليهم ، المهم بالنسبة لهم وصولهم إلى هدفهم المنشود ، وهي السلطة وكرسي الحكم والحفاظ عليهما بأي ثمن كان .

 

 

لا يعتقد مشعلو هذه الحروب الذين يختبؤون في ملاجئ سرية تحت الأرض أو في الكهوف من الحكام الطغاة أو أولئك الباحثين عن السلطة ، أنهم سيكونون بمنأى وأمان من الحرائق التي يشعلونها في البلاد في كل مكان ، نيرانها حتما ستصلهم وستحرقهم ، فالحروب لا تورث إلا الأحقاد والضغينة في النفوس وحب الانتقام مهما طال الزمن أو قصر .

 

وتأتي حادثة مجلس العزاء في صنعاء البشعة بغض النظر عمن يقف وراءها ، وقبلها كانت مجزرة مجلس العزاء في الضالع التي ارتكبتها قوات ضبعان ، وكذلك مجزرة قوارب الهاربين من جحيم الحرب في التواهي التي استهدفتها قوات تحالف الغزاة الحوافيش للجنوب في ٢.١٥ م ، بالإضافة إلى السيارات المفخخة والأعمال الانتحارية التي تحصد أرواح العشرات من الأبرياء في الجنوب ، ماهي إلا نتجه من نتائج هذه الحروب اللعينة وتبعة من تبعاتها، والجري وراء كرسي الحكم ، وستظل هذه الجرائم ترتكب بحق الإنسانية ، وبحق إبناء الجنوب والشمال ، طالما ظلّ الجناة الحقيقيون أحرارا طلقاء بعيدين عن أيدي العدالة .

 

 

الأستاذ / فرج عوض طاحس

سيؤن حضرموت .

 

 

 

 

LEAVE A REPLY