صنع المستحيل مقال لـ أحمد بن هرهرة

242

لقد تجرعنا الالم كثيرا ولكن يبدو انه كما زاد الالم كل ما نضجت عقولنا اكثر حتي بلغت من الكبر عتيا .وليس بوسع جراحنا أن تحتمل من الألم أكثر من ذلك . مرينا بأيام عصيبة وسطرنا ملاحم مهيبة علي هذه الارض الحبيبة وفقدنا الآلاف من ابناءنا وشاخت رؤوسنا وبلغت القلوب الحناجر وقدمنا ثمن باهض من الدماء والدمار حتي انتصرنا لأجل وطن ضل ينزف كثيرا وهو مكبل باغلال الحقد والكراهية في ظلمة الضم والالحاق ظلمة نسجت خيوطها على أرضنا فحولت نهارنا ليلا وافراحنا احزان ومأسي ورغم ذلك كنا قابضين بحبل الله لم نفلته موقنين بأن يوم الخلاص آت لامحالة وعندما شعروا ان الغيمة بدأت تنجلي عن ارضنا والغنيمة بدأت تفلت من ايديهم اعادوا الكرة بعد الكرة استعانوا بقوى الشر والارهاب مولوها وانخرطوا في فيافيها وتركوها تعبث بكل ماوصلت له أيديها شنوا حروب قذرة سياسية واعلاميه ومعيشية وتدميريه كان هدفهم تدمير الجبهة الداخليه وبث الفرقه والفتن لتشتيت قوانا واغتيال قياداتنا ونخبتنا وتقزيم ارادتنا وطمس قضيتنا . حرب استعانوا فيها بسحالي النهب والفيد الذين ترعرعوا في كنف عصابات هضبة (ابو زيد) وبسطوا علي القرار السياسي ومقدرات الدوله واعلامها وخدعوا التحالف وشرعوا بتدمير كل ماهو جميل حتي احلامنا اصبحت هشيما منثورا تتأكل يوما بعد يوم فبعد ان كان الناس تحلم بوطن اصبح الكثير منا يحلم بقوت يومه ومصاريف الدراسة وكسوة العيد حتي كادت ان تتبدد طموحاتنا وآمال من حملوا البنادق.

ومن رابطوا في المتارس والخنادق. يحملون اكفانهم بايديهم ويحلمون بوطن يأويهم خرجوا وهم يحلمون بإفق مشرق ونور قادم من مغارات الظلام حتي انتصروا . فكان لابد ان يلحق النصر في الميدان انتصار آخر في مضمار السياسة فيقطع الطريق امام لصوص الثورات ومحترفي ركوب الثورات حتي لا يتمكنوا من حرف مسار القافلة الجنوبية ليتجسد ذلك برؤية سياسيه وحامل سياسي حقيقي يعتمد عليه ويحمل إرادة الثوار للمضي بها قدما نحو الآفاق وكان هذا الحلم شبة مستحيل في ضل كل هذه التراكمات والارث الثقيل من المتناقضات ومآلت غليه الحرب والتبعات . والاستحالة الاكثر ان تجتمع الامة وتفوض من يمثلها لحمل الامانة والمسؤولية بعيد عن التفريخ والتبعية بمكونات مخترقة عبثية . لكنها ارادة الله فوق كل شي فاجتمعت الامة في ذلك اليوم المشهود وولد لنا هذا المولود الذي اخاف الحاسد والحقود واخاف اكثر قوى الظلام وبقايا الفرس والزيود لكنة ولد بإرادة الله المعبود والتف حولة قيادات كانت في اعلى المراتب بين السلطة والمغريات والرواتب . فتخطت حاجز الضغوط والعثرات فكانت منهم التضحيات و عندما خيروهم بين السلطة وبين الانتقالي فكان الاختيار الذي ابهر العدو قبل الصديق . فاصبح المستحيل حقيق واننا بهم سنعبر الطريق مادام هؤلاء من يقودوا المسيرة وعلمونا حب الوطن ومعني التضحية والفداء فهم لم يختلفوا كثيراً عن من ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية وحققوا الانتصار .

LEAVE A REPLY