من معالم النقعة : مقهى صبيّح .. ملتقى الأصدقاء مقال لـ احمد باحمادي

256
بقلم : أحمد باحمادي
بقلم : أحمد باحمادي

“اشرب قبل ما يشرب عليك الذباب ” تلك كانت سيمفونية التحذير التي كان يلقيها الأخ عمر عوض بن سلمان على مسامع رواد المقهى في وقت ازدياد الذباب، فقد كان الشاي يغطى بقطعة من الكرتون، وإن غفلت فأنت الملام إن شربت شاي أحمر أو شاي بالحليب المحلى ببعض الذبابات 

” تفاح المعارج” ماركة معروفة لا يزال لها بريقها إلى اليوم والساعة رغم رهافة المكان، فمنذ الوالد مبارك صبيح المعارج رحمه الله ومؤشر  الـ ( باخمري ) اللذيذ في تصاعد مستمر، لكن الزمن لا يرحم ولا شيء يبقى على ما هو عليه.

من  ينسى كيف كانت تُشاهد النشرات وتُتابع المباريات ويَتفاعَل الأطفال مع مسلسلات الكرتون كـ ( بيل وسبستيان ) و ( ريمي ) و ( النسر الذهبي )، ومن ينسى كيف كانت تُقام الاحتفاليات من سهرات ومسابقات، ويجتمع أهل المنطقة في ساحتها المقابلة في اجتماعاتهم الاستثنائية، وقد غدا التعبير  الدارج ( أمام مقهى صبيح ) العنوان الأبرز الذي يتصدر  أي إعلان عام.

التأنق ويزي تأتيك إلى دكة بيت الشيخ سعيد، أو دكة بيت الشيخ سالمين باوزير، فتستمتع برشفاتها وبكل الحواس والأحاسيس.

في مقهى صبيّح يلتقي عنفوان الشباب مع خبرة الكبار ،فتسمع منهم تجارب الحياة ودروسها، وحكايات الزمن الصعب في المعيشة لكنما الأرواح كأنها ـ بل كانت حقاً ـ تـرفرف في جنات الرضا والقناعة.

LEAVE A REPLY