المشعال والكمبارة .. لمسة من الزمن الجميل مقال لـ احمد باحمادي

254
أحمد باحمادي..

يطوف الأطفال بين البيوت كما يطوف النحل بين الازهار، يأخذ الأطفال النعنع والحلويات، ويمتص النحل الرحيق، فما أشبه الطفولة بالنحل الطاهر. 

( جيناك يا بو من ؟ ) النداء الأول الذي تسمعه أذناك من أفواه الأطفال عند دخول البيت قبل أداء أهزوجة المشعال ( جيناك يا بو أحمد .. يا راعي الجودة .. يا راعي الجودة .. جيناك بالمشعال .. يا الله عسى عودة .. يالله عسى عودة ).

( عواد عواد .. يا عرفة متى باتجين .. الكبش مرصون .. والقفة ملآنة طحين ).

عند سماع الاهزوجة بلحنها المميز نطير بأجنحة الزمن إلى عهد الأجداد الأوائل، حينما يخرج الكبار لا الصغار بالمشعال الكبير ويطوفون البيوت لأخذ ما تيسر من البيسات.

وفي الاخير يظل المشعال ناقوساً من التراث الجميل يرنّ حينما يأخذنا الحاضر إلى أودية النسيان.

المشعال وهج مضيء ينير ذكرياتنا لتتلمس طريقها إلى أمجاد أجدادنا الميامين.

LEAVE A REPLY