العلاقة المتأصلة بين الإرهاب والإخوان مقال لـ وليد بامرحول

667

المتابع لعمل الجماعة منذ نشأتها إلى يومنا هذا يدرك حقيقة هذه الجماعة وماهيتها والهدف الحقيقي اللتي تسعى إليه هذه الجماعة.

نشأت جماعة الإخوان المسلمين عام 1928م على يد حسن البناء، وظلت هذه الجماعة تعمل بصفة غير رسمية حتى تم إشهارها رسميًا عام 1931م وفي ذلك الوقت تعامل معها الإنجليز على أنها مكون سياسي لمواجهة رموز النهضة العربية بذلك الوقت.

تعمل هذه الجماعة منذ نشأتها على الوصول إلى السلطة مستغلة الإسلام لجذب الأتباع لها وقد نجحت في حشد الكثير من هؤلاء الأتباع في مختلف دول العالم، هذه الجماعة تحمل مشروع تدعي من خلاله أنها تسعى لعودة الخلافة الإسلامية التي إنتهت مع نهاية الخلافة العثمانية عقب خسارتهم في الحرب العالمية الأولى عام 1918م.

جماعة الإخوان لا يهمها طريقة الوصول للهدف المنشود (السلطة) بقدر مايهما هذا الوصول، فقد لجئت هذه الجماعة ومارست كل الممارسات المشروعة وغير المشروعة بما فيها الإغتيالات والإرهاب ولكنها فشلت في ذلك.

وقد نجحت في ممارسة العنف طيلة الـ 90 سنة الماضية وتصفية الخصوم وتكفيرهم ووضعوا الشعارات المزيفة منها (الجهاد في سبيل الله أسمى أمانينا) وفي الحقيقة رصاصها كان موجه للمسلمين أكثر من غيرهم وكأن الجهاد فرض عليهم لقتال المسلمين.

كشفت كثير من الأحداث علاقة هذه الجماعة وهذا التنظيم بعدد من التفجيرات ودعمه للقاعدة وداعش والتي هي بالأساس الوجه العسكري لهذا التنظيم الإرهابي.

وقد كشفت الأحداث الأخيرة في الجنوب العربي عامة وفي شبوة وأبين خاصة العلاقة الوطيدة بين القاعدة والإخوان، فبعد نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة في بناء قوات النخبة الشبوانية ودعمها وتسليحها إستطاعت هذه النخبة من دحر القاعدة التي ظلت جاثمة على أراضي محافظة شبوة لسنوات طويلة واختفت تماماً في فترة وجيزة، وعندما عادت قوات مايسمى بالشرعية لاحظ الكثير عودة هذه الجماعات المتطرفة للمحافظة في ظل صمت رهيب من قبل هذه الشرعية في دلالة واضحة على توظيف الشرعية لهذه الجماعات لحاجة في نفس يعوب.

من الدلائل على تورط الشرعية الإخونجية مع القاعدة هو ماتقوم به تلك الجماعات من عمليات إرهابية ضد مقرات النخب والأحزمة الأمنية في محافظات الجنوب العربي والكثير من هذه الأعمال الإرهابية تقع في المناطق التي تسيطر عليها قوات مايسمى بالشرعية، حيث تتجاهل القاعدة مقرات قوات الشرعية ولم تستهدفها ولو عن طريق الخطأ، وكذلك غياب دور القاعدة في المحافظات والمناطق التي تقع تحت سيطرت الإخوان والحوثي وهنا يتبين لنا أن علاقة جماعة الإخوان لم تقتصر على القاعدة بل وصلت تنسيق وفتح خطوط تواصل مابينها وبين ميليشيات الحوثي والشواهد كثير على ذلك يعلمها القاصي والداني.

وكذلك إستهداف القاعدة لقوات الحزام الأمني بين محافظتي شبوة وأبين مع نهاية الشهر المنصرم والغريب أن قوات الشرعية مرت بتلك المناطق ولم يتعرض لها أحد مما يدل على أن هناك تنسيق كبير مابين تلك الجماعتين الإرهابيتين (الإخوان والقاعدة).

ومن ثم عودة بعض الارهابيين من أعضاء تنظيم القاعدة إلى منازلهم بعد غياب أو تغييب النخبة بالأصح وكان أخرها عودة المدعو علي يسلم القشعوري إلى منزله في رضوم التي يقع مفرقها تحت سيطرة قوات الشرعية الإخوانية، وهذه الشخصية يتعبر ممن هربوا إلى خارج المحافظة بين دهر القاعدة منها ويعتبر القشعوري من أبرز أعضاء الفرقة الإنغماسية لتنظيم داعش.

ومن الدلائل على إرهاب هذه الجماعة على سبيل المثال لا الحصر قيام المؤسس لتلك الجماعة (حسن البناء) بإنشاء تنظيم عسكري سري لتدريب الشباب وتسليحهم للقيام بمهام عسكرية توكل إليهم، وكذلك إرتباط كثير من زعماء الإرهاب بالجماعة الإخوانية كأبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش حيث كان إخوانيًا كما إعترف بذلك القرضاوي، وبن لادن زعيم تنظيم القاعدة وطه صبحي فلاحة المعروف بأبي محمد العدناني وهو المتحدث الرسمي لتنظيم داعش.

وهناك دلائل كثير يصعب إحصائها وحصرها مما يدل على الصلة المتأصلة مابين الإخوان والإرهاب.

LEAVE A REPLY