اربعينية إذاعة سيئون المحلية مقال لــ سليمان مطران

341

 

 

. دأب المسئولون في بلادي أن الاربعينية مرتبطة بالموت لا بالحياة ، فينتظرون الاحتفال بمبادرة من اصحاب [ العنيّة ] ، بينما واجب الاعتراف بالعطاء والتعبير عن الفرح لما ُيقدم من خدمات وابداعات فردية او جماعية تقتضي المبادرة منهم لا العكس ، ففي المحافظة مرافق ومؤسسات وموظفون من مهامها اعداد سجلات لكوادر وقيادات ابداعية عامة [ تنتظرُ نحْبَها ] لها السبق في طرح فكرة ٍ ووضع ِ حجر التأسيس الاول لبناء مشاريع وطنية أثرها وفوائدها باقٍ وشاهد الى اليوم .

 

. يوم 13 فبراير من كل عام يتم الاحتفاء عالميا [ بالإذاعة ] تقديرا لدورها وفي وادي حضرموت لعبت اذاعة سيئون المحلية دورا بارزا في توعية الناس منذ تأسيسها 1973 م ولا زال مناط بها ذلك و فرصة الاستفادة منها متاحا لتحقيق مصالح الوطن .

 

. اذاعة سيئون تجربة شبابية تطوعية ناجحة استمرت في تقديم خدماتها التوعوية والانسانية طيلة 44 عاما استطاع كادرها ومراسلوها [ المتطوعون ] ان يديروها باقتدار ويحافظون عليها بشجاعة نادرة

 

. هي تاريخ حافل بالإحساس الانساني والوعي المجتمعي والشعور الوطني ، توغلت بأريحية لتحتل ركنا اساسيا ومؤثرا في كل بيت من بيوت سيئون منذ ارسالها الاول فاتخذت لها مكانا في قلوب اغلب سكان وادي حضرموت في الداخل والخارج لشعورهم بدفيء العلاقة بينهما .

 

. غير ان المتأمل ، يتألم كثيرا لتعامل سلطات غير المُنصِف مع الاذاعة كصرح اعلامي استطاعت كوادره الشبابية الثبات والوقوف امام محاولات عديدة لإسكات صوته وتوقيف عطائه ، فمنهم من تعرض للتهديد و للحجز والسجن ، ومنهم من تم محاربته في وظيفته وراتبه وعدم ترقيته ، ومنهم من دفع ابناؤه ثمن صموده لرفضه اغلاقها ، انها سلسلة من تاريخ الصبر والعناء وقوة التحمل لكادره [ البلّوشي ] .

 

. ان المتأمل يتألم عندما يرى ويسمع في الثلاث السنوات الاخيرة افتتاح اذاعات fm ، تحتفلُ سنويا بتنظيم المهرجانات التكريمية لكوادرها واقامة الحفلات الفنية لمستمعيها ، بينما صرح اعلامي كبير تخرج منه عددا من الكوادر الاذاعية والصحفية ، بلغ 44 عاما وهو عُمر الحكمة والنضوج الفكري والمهني لم تلفت السلطات المحلية لمؤسسيه وكوادره وقياداته فأي عقول يفكرون بها ؟ واي اّذان يسمعون بها ؟ واي جحود ونكران يستهدف الابداع التطوعي ؟ فالإبداع والخبرة هما رمزية و ليس وظيفة اذا فقدها الاعلام صار لا مهنية له .

LEAVE A REPLY