تقرير خاص : عن مدينة سيئون والاحتفالات بعيد الأضحى المبارك

436

 

 

 

 

سيئون (المندب نيوز)خاص : محمد باحفين

 

تستقبل مدينة سيئون عاصمة وادي وصحراء حضرموت كغيرها من مدن حضرموت عيد الأضحى المبارك بتحضيرات دينية وشعبية وتراثية تعكس أهمية هذا الحدث الديني العظيم في قلوب أبناء الطويلة التي توصف بالمدينة “المحافظة” بعاداتها وتقاليدها وأيضا إحياء الموروث الثقافي والشعبي التاريخي لحضرموت.

 

فهنا نأتي لنستعرض أبرز الفعاليات التراثية والشعبية التاريخية التي تزخر بها هذه المدينة وتفاعل أبناؤها ليرسموا لوحة جمالية تجسد روح تمسكهم بالقيم والأخلاق الدينية وتراثهم العميق الضارب في جذور التاريخ.

 

المجلس المحلي

 

 لاشك أنّ دور المجلس المحلي في المديرية قيّم ولا غنى عنه، فهو الداعم والمحفز والمشجع لاستثارة الفعاليات والأنشطة الثقافية والموروثة والدينية في المدينة. وهو ما يتطلع إليه المواطن لإنجاح مثل هذه المناسبات الكبرى.

 

  ما يدعو إلى الدهشة غياب واضح وفجوة كبيرة بين الأحياء والمناطق واللجان المنظمة -التي تحيي هذه الفعاليات في عيد الاضحى المبارك -والمجلس المحلي ، ولا يوجد أدنى تنسيق أو تعاون كفيل بتعزيز هذه الفعاليات التي دائما ما تجعل المواطن الحضرمي يشعر بالفخر والاعتزاز بجمالية الأداء وحسن التنسيق وروعة الترتيب وضخامة العروض وتعدد وتنوع الفعاليات الشعبية فيها.

 

   حيث أكد الأمين العام للمجلس المحلي الأستاذ حسين سالم بامخرمة لـ”موقع المندب نيوز” “أنّ الفعاليات تتم في الأحياء والمناطق بسيئون من أجل المناسبات الدينية وإعطائها طابع خاص وإحياء الموروث التراثي والتاريخ الحضرمي، هذا يؤكد بأن أبناء سيئون مازالوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم وكذا يهتمون بزيارات الأهل والأقارب وعوادات الجيران المستمرة منذ سنين طويلة وحتى اليوم”.

 

الأستاذ حسين سالم بامخرمة
الأستاذ حسين سالم بامخرمة

مشيراً، إلى أن اتساع مساحة عاصمة الوادي ووجود السلطة المركزية المتمثلة بالوكيل جعل اللجان المنظمة للفعاليات تلجأ إليهم في أغلب التنسيقات والترتيبات أكثر من العودة إلى السلطة المحلية بالمديرية.

 

 وأضاف، أن الفعاليات على المستوى الرسمي من زمن السلطنات في حضرموت اختفت في يومنا هذا وأصبحت أبرز الفعاليات هي على مستوى الأحياء والمناطق.

 

وقال الأمين العام للمجلس المحلي : “نحن نرحب ونشجع أي فعالية ونشاط وتعاون بين السلطة والجهات المنظمة لضمان نجاح واستمرارية هذا العمل”.

 

حي القرن

 

من أكبر أحياء مدينة سيئون الذي قال فيه الشاعر الكبير “حسين المحضار” (القرن يا ريتك تقعلي وطن)، واشتهر الحي بالزراعة والجداول والحيوط ذات المناظر الجميلة، وتكاتف وتآزر أبناؤه في السراء والضراء من عقال حارات وشيوخ وتجار وأئمّة مساجد مما نعكس على أبناء الحي الصفات الحضرمية النبيلة ومما جعلهم يهتمون من أجل إعادة الروح لهذا الحي بعد أن توقفت الفعاليات والأنشطة العيدية فيه بسبب أوضاع البلاد وما آلت إليه.

 

فظهرت بشكل لافت على الساحة وسطع نجم الأُبريتات التراثية والاجتماعية في أيام العيد بهذا الحي التي تحاكي الواقع المعيشي للأسرة الحضرمية وما تتصف وتتخلق به وما تقوم عليه من ركائز في جميع شؤون الحياة، وكما يعملون على إقامة المسابقات الرياضية التنشيطية على مستوى الحي. يعبرون من خلاله عن مكنون حبهم لهذه الأرض الطيبة وإعادة إحياء عادات وتقاليد الأجداد التي شارفت على الاندثار.

 

 الاستاذ/ يسلم أحمد
الاستاذ/ يسلم أحمد

وقد تحدث عاقل حارة حي القرن الاستاذ/ يسلم أحمد لـ”موقع المندب نيوز” عن الأعمال التراثية والتاريخية التي قام بها أبناء هذا الحي وهي بعد جهود حثيثة من قبل جميع الفئات العمرية والشرائح المجتمعية من (شيوخ، وشباب، واطفال) أبوا إلا أن يشاركوا في إنجاحها.

 

وقال عاقل الحارة (مفيلح): “أنه في صباحية يوم الزينة وفي ساحة حي القرن تكون هناك رقصات شعبية وسوق للألعاب الاطفال؛ ويتم خلال أيام العيد وضع برنامج للفعاليات لمدة أسبوع تقريباً”.

 

مضيفاً، “إلى أن برنامج الفعاليات يبدأ من عصرية يوم الزينة ويمتد إلى المساء وتكون فعالياته للرجال والنساء والأطفال”.

 

مشيراً أنه نظراً لظروف البلاد وما تمر به بدأت تتقلص أيام الفعاليات إلا أنه ما زال أبناء الحي يهتمون ببقائها، برغم أن الحي خسر أبرز رجاله الذين يهتمون بوضع برنامج للفعاليات ويعتبرون من مؤلفي الفقرات التراثية والشعبية مثل ( صالح يسلم خباه وعبد شيخ سليمان) عليهم رحمة الله.

 

إلا أن حي القرن تفرد عن غيره من أحياء مدينة سيئون في إعادة إحياء العادات الاجتماعية بين الأسرة الحضرمية.

 

   القرية التراثية

 

منذ خمس سنوات وهي الرائدة في استقطاب جماهير عريضة من المواطنين العاشقين للتراث والمقتنيات الأثرية والفعاليات التراثية. تميزت هذه القرية على مستوى حضرموت بما تحتويه على مجموعة من الفعاليات التراثية مثل: (المرزاح ،ورقصة الزربادي، وعرض الزامل والألعاب الشعبية – الشبواني – ).. ودائما يتخلل فعاليات – القرية التراثية – احتفالات غنائية وإنشاديه ومسرحيات ومسابقات للنساء والأطفال، وأيضا أقامت ندوات صحية تثقيفية وجلسات دان وفلكلور مسرحي ومجالس شاعر شعبي.

 

كما أكد في تصريح خاص لـ”موقع المندب نيوز” الناشط الشبابي وعضو اللجنة التنظيمية للقرية الأستاذ/ عبدالرحيم محمد “أنّ احتفالات القرية 80% جهود ذاتية من قبل أبناء حي السحيل الذين أحبوا تراثهم وتقاليدهم فاجتهدوا على إظهار القرية بأبهى حُلَلِها”.

 

ولأهميتها افتتح وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت ثاني أيام عيد الأضحى المبارك 13 سبتمبر 2016م فعاليات القرية التراثية وأشاد بجهود أبناء حي السحيل وأعضاء الحافة في إحياء تراث الأجداد والمحافظة عليه وتوعية الأجيال الصاعدة به للاهتمام والمحافظة عليه.

 

المنتزهات العائلية

 

تحظى مدينة سيئون  بمنتزهات وحدائق عائلية عديدة منتشرة ومتفرقة في مناطقها، حيث يرتادها الأهالي بمعية أطفالهم للترويح عن النفس وحضور الحفلات الإنشادية التي ينشد فيها أبرز المنشدين على المستوى المحلي وكذا مشاركتهم في المسابقات التنافسية التي تقام في هذه المنتزهات.

 

ومن هذه المنتزهات منتزه “ليالي الطويلة” الذي يقع وسط مدينة سيئون في حي الحوطة المعروف والذي يمتلك فرقة شعبية شهيرة لرقصة الشبواني تشارك في العديد من المهرجانات والاحتفاليات داخل المحافظة وخارجها.

 

أمين بازياد
أمين بازياد

وقد صرح لـ”موقع المندب نيوز” مدير منتزه ليالي الطويلة الأستاذ/ أمين بازياد “أن حفل هذا العام سيستمر تسعة أيام ويحتوي على برنامج فعاليات ومسابقات مختلفة وجوائز قيمة للنساء والأطفال وأيضا محاضرات توعوية ونفسية وتربوية حظيت باهتمام الحاضرين”.

 

 

هي مدينة سيئون عام عن عام تتنوع فيها الاحتفالات الشعبية والتراثية وتنتشر بين أرجاء مناطقها وأحيائها ويتناقلها الأجيال بحب ليخلدوا ذكرى عادات وتقاليد الأجداد المعتزين والمفتخرين بها.                        

LEAVE A REPLY