قصاصات وأقاصيص ( 13 ) يكتبها : أحمد باحمادي

371

 

 

قصاصات وأقاصيص ( 13 )

يكتبها / أحمد باحمادي

( 1 )

( من وحي رمضان )

شهر رمضان المبارك .. شهر كريم .. طابت أيامه ولياليه ..

 نهاره صيام عن كل ما حرم الله .. وتزدان لياليه بالقيام ..

تفتّح فيه أبواب الجنان .. فنتفيأ من أريجها ما يجعل الروح تسمو في عليائه ..

 قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ” إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنَّة،

وغُلِّقت أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين “.

( 2 )

( من وحي رمضان )

أقبل شهر رمضان .. بنسيم الرحمة وعبير المغفرة ..

أقبل ليهدينا أطيب ما في الدنيا ..

وها نحن نستقبله بشعور ملؤه الحب والترحاب ..

فيه نتعلم الصبر عن ملذات الحياة ..

ونتعلم في أيامه معاناة الفقراء والمساكين ..

فاللهم بارك لنا في أيام رمضان ..

وأعنّا فيه على الصيام والقيام وقراءة القرآن.

( 3 )

( من وحي رمضان )

رمضان .. شهر الجود والإحسان ..

فيه يفرح الفقراء بصدقات الأغنياء ..

كان النبي – صلى الله عليه وسلم – أجود الناس بالخير،

وأجود ما يكون في شهر رمضان،

لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ،

 يعرض عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – القرآن،

فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة.

( 4 )

( من وحي رمضان )

شهر رمضان .. حسنات تتكاثر .. وذنوب تتناثر ..

وهموم تتطاير .. همم تتجاسر ..

شهر ترتفع فيه الدرجات.. شهر عظيم .. شهر جميل..

 شهر يشعر فيه المسلم بالفرحة ..

رمضان .. شهر يثير في النفس الأشجان ..

والحنين إلى الطاعات وعمل الصالحات.

( 5 )

( من وحي رمضان )

شهر رمضان .. بابه الريان .. فيا فوز الرابح بدخوله إلى الجنان ..

يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم : “إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ:

أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَمَنْ كَانَ مِنْ الصَّائِمِينَ دَخَلَهُ، وَمَنْ دَخَلَهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا” ..

 نرجو أن نكون جميعاً ممن يدخلون باب الريان ..

فيسعدون بصحبة الرحمن في الجنان.

( 6 )

( من وحي رمضان )

شهر رمضان ..  موسم للطاعة ..

أيامه المباركة محطات إيمانية عظيمة ..

ينتفع بها المسلم في حياته وبعد مماته ..

 في رمضان تخلص النفس الإنسانية ..

وتسمو إلى أعلى درجاتها ..

( 7 )

( من وحي رمضان )

شهر ترتقبه النفوس كل عام ..

وتشتاق إليه منذ رحيله لمدة عام ..

شهر الرحمة والغفران ..

 شهر الصلاة والقرآن .. شهر الصيام والإيمان ..

 تتجه كل قلوب المسلمين نحو قبلة الإيمان ..

يجتهدون في الطاعات .. رغم كل المغريات.

( 8 )

( من وحي رمضان )

رمضان ..  شهر يعمّ  فيه الجود والإحسان ..

رمضان .. شهر قراءة القرآن وليلة القدر ..

رمضان .. فرصة التغيير الذهبية ..

رمضان  .. أوقاتٌ غالية يربح فيها من فهمَ ودرى ..

 ويصل إِلَى مراده مَنْ جَدَّ وسرى .. 

في شهر رمضان  تزهر القناديل ..  وتعلو التراتيل ..

وكتاب الله يتلى في الديار والمساجد،

فما أجمله من شهر .. !

وما أعظمه من موسم للخيرات !

( 9 )

( من وحي رمضان )

شهر رمضان .. تترقبه النفوس بشغف وسعادة ..

وتشرئبُّ إليه الأعناق بأمل وحبور ..

وكيف لا تفعل وقد أُنزل فيه خير الكلام .. على خير الأنام ..

 قَالَ تَعَالَى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ

هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } ..

( 10 )

( من وحي رمضان )

في رمضان .. نزرع المساحات البيضاء في القلوب ..

فنعفو ونصفح ونسامح ..

في رمضان تتصافح القلوب ..

وتغتسل الأرواح من أدرانها ..

وتضيء البسمات وجوهاً متوضئة ..

في رمضان نُطلق الأحزان ..

وتتحقق الأماني والأحلام ..

ونلملم شتات حسراتنا المبعثرة ..

في رمضان نكتشف مكامن الخير في دواخلنا ..

فنزيدها قوةً ونماءً.

( 11 )

( من وحي شهر القرآن )

القرآن الكريم ..  هو البوصلة التي تهدينا في زمن الفتن والظلمات ..

 وهو الهادي الذي يقودنا إلى درب الخير والمكرمات ..

والحادي الذي يحدونا إلى الجنان والرحمات.

الحمدلله ذي الفضل والإحسان،

أنزل كتابه فحفظه من الزيادة والنقصان،

 ويسّر حفظه فقال : (  وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ).

( 12 )

( من وحي شهر القرآن )

القرآن الكريم .. مسامرته حياة .. وإتباعه نجاة ..

واقتفاؤه صلاح .. واتباعه فلاح .. والعمل به نجاح ..

قارئُه ينتظر الرحمات .. ويرتقب البركات ..

وكل حرف فيه بعشر حسنات ..

فما أجزل الأعطيات ..

من رب الأرض والسماوات.

( 13 )

( من وحي شهر القرآن )

القرآن .. كلام الله .. يخاطب كل واحد منا صباح مساء ..

الفضل كل الفضل في قراءة حروفه .. وفهم معانيه والوقوف عند حدوده ..

 فأصح طريق وأقومه .. ما هدى وأرشد إليه القرآن ..

إنه النور المبين .. ينير الطريق للبشرية ..

في ظلمة هذه الحياة

( 14 )

( من وحي شهر القرآن )

إن العيش مع كتاب الله غوص في أعماقه ..

فكتاب الله تعالى .. حبل ممدود من السماء إلى الأرض ..

فيه الهدى والنور .. والسعادة والحبور ..

هو حبل الله المتين من اتّبعه كان على الهدى،

 ومن تركه كان على ضلالة ..

 القرآن العظيم هو المعجزة الخالدة

التي تخاطب الثقلين ( الإنس والجن ) إلى يوم القيامة ..

ناطقة بصدق رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

( 15 )

( من وحي شهر القرآن )

القرآن الكريم .. كتاب منزّل ..

 أبهر العقل بإعجازه .. ورفع الجهل بضيائه،

 وسما بالروح في عليائه ..

هو فصلٌ ليس بالهزل ..

 أنزله الله بالميزان .. والحق والعدل ..

أحسن الكتب نظاماً، وأجملها إحكاماً،

وأدقها روعة وانسجاماً.

( 16 )

( من وحي شهر القرآن )

خير كتاب أنزل .. على خير نبي أرسل.. 

معجزة باقية ما بقي على الأرض حياة أو أحياء ..

هو كتاب الله الخالد.. جعله للأمة منهاج حياة ..

تكفل بحفظه .. فأنتجت مصانعه الزاخرة

نخبة من حفاظ كتاب الله تعالى ..

ثماراً يانعة ..

( 17 )

( من وحي تاج الكرامة )

حفظ القرآن رفعة في الدنيا قبل الآخرة ..

قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الله يرفع بهذا الكتاب

أقواماً ويضع به آخرين »  ..

 حفظ القرآن سبب لحياة القلب .. ونور العقل..

الغبطة الحقيقية .. أن تكون حافظاً للقرآن،

« لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب

فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار.. » ..

( 18 )

( من وحي تاج الكرامة )

حفظة كتاب الله تعالى .. دوماً وفي كل ليلة ..

يشنفون أسماعنا الظمآى ..

لنسمع من أفواههم الطاهرة..  كتاب الله تعالى غضًا كما أنزل ..

 فارتقوا بتلاوتكم في الدنيا .. لترتقوا في الأخرى.

تاج الكرامة جائزتهم الكبرى .. 

« يجيء القرآن يوم القيامة، فيقول: يا ربّ! حلّه،

فيلبس تاج الكرامة، ثمّ يقول: يا ربّ! زده، فيلبس حلّة الكرامة،

 ثمّ يقول: يا ربّ! ارض عنه، فيرضى عنه،

 فيقال: اقرأ، وارق، ويزاد بكلّ آية حسنة ».

( 20 )

( من وحي تاج الكرامة )

حفظة كتاب الله .. شموس باهرة .. ولجت بحبٍّ إلى لجة النور ..

 تربت في بيوت الله عزّ وجلّ ..

نهلت من معين كتابه العزيز..

حملت معها النور لتسطع في رحاب الكون الواسع ..

وفي أرواحها المشرقة .. مشاعر متألقة تضيء آفاق الكون ..

ممسكة بوحي السماء .

أرواح مبثوثة في أرجاء كوننا الرحيب ..

كأنهم اللؤلؤ المنثور .. يفوح من جنباتهم

عطر الترتيل ومسك التلاوة ..

 منهم تتضوع أركان مساجدنا بعطر أريجهم الفواح.

أفواه عذبه .. شربت من وحي الرحمن رحيقاً صافياً ..

تسطع وجوههم وجباههم نوراً أبدياً ..

 يسافر بهم في رحاب الخالدين ..

ويحطّ بهم في جنات ونهر ..

 في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..

هم أحباب الله عزّ وجل ..

رافقوا كتاب الله في كل حين ..

تعلموا تجويداً .. رتلوا في سكون الليل آية ..

وجدوا في تنزيل ربهم العظيم ..

منهلاً عذباً .. ومورداً صافياً ..

LEAVE A REPLY