تقرير: بمشاركة أكثر من 700 داعية، تريم حضرموت تشهد اختتام فعاليات الملتقى العاشر للدعاة

666

 

تريم (المندب نيوز) خاص: زاهر بن الشيخ أبوبكر-تصوير: عمر باشعيوث

 

شهدت مدينة تريم بحضرموت وعلى مدى ثلاثة أيام توافد العشرات من العلماء والدعاة للمشاركة في ملتقى الدعاء العاشر الذي اختتمت فعالياته ليلة البارحة بتنظيم كامل من دار المصطفى للدارسات الإسلامية استمر الملتقى لمدة ثلاثة ايام في الفترة بين 29 ذو الحجة -2 محرم تحت شعار ” مقاصد التكافل وضوابط التعامل “.

حفل الختام حضره وشارك فيه جله من العلماء والدعاة والشخصيات الاجتماعية من داخل وخارج اليمن ووصل عدد المشاركين في الملتقى من اليمن وخارجها إلى أكثر من 700 داعية.

أهم الدول المشاركة في الملتقى هي المملكة العربية السعودية وبريطانيا وماليزيا وإندونيسيا السويد الأردن أستراليا الإمارات.

ويهدف هذا الملتقى الذي انعقد في موسمه العاشرة على التوالي إلى ترسيخ القدم وتوسيع الفهم وتقوية الاخوة بالإضافة إلى تحقيق النقاء بين العلماء والدعاة.

وتخلل الملتقى عدد من الفعاليات منها زيارة بعض مواقع انطلاق الدعوة الإسلامية ومراكز العلم والدعوة بتريم، بالإضافة إلى استضافة الدعاة في المواقع الشبابية والجامعات وإلقاء المحاضرات والندوات وجلسات النظراء واصحاب التخصصات.

ملتقى الدعاء العاشر قسمت محاوره إلى ثمانية محاور رئيسية كان المحور الأول لأول يوم محور ( طرق تحصيل ما يحتاج إليه من الفتوى)  والمحور الثاني كان بعنوان ( طريق تحصيل ما يحتاج إليه في التعليم)  اليوم الثاني من الملتقى  كان عنوان المحور (إقامة الحجج والبراهين ‘ماهية التصوف وسمات أهل  الطريق’ ) و المحور الرابع حمل عنوان  ( تنمية طريق الكسب وترشيد الإنفاق ) اما المحورين الخامس والسادس كانت في مساء نفس اليوم الأول كان بعنوان ( دور التنمية المستدامة في تغطية حاجات المتفرغين ) والثاني ( الاكتفاء والتكافل في الشئون الاجتماعية ).

 

المحور السابع والثامن كانت في اليوم الثالث السابع وتخلل المحاور التالية (ضوابط التعامل مع غير المسلم في الهدي النبوي) والمحور الثامن والاخير بعنوان (أهمية الزراعة المستدامة).

 14523235_1105111866232322_3991660053162488056_nحفل الختام الملتقى كان باليوم الثالث حيثُ بدأ بآية من الذكر الحكيم أعقب ذلك  كلمة الضيوف كانت من نصيب الباحث والداعية الأسترالي  إبراهيم عبدالله الأسترالي.

الباحث إبراهيم الأسترالي تحدث في كلمته عن دور العلماء الحضارم في نشر الإسلام بشرق آسيا ومواصلة علماء شرق آسيا الدعوة الإسلامية إلى أستراليا  وارتباط الأستراليين بشرق آسيا وتطرق إلى ارتباط مسلمي آسيا وأستراليا  بالمدرسة الحضرمية.

وأكد في كلمته عن أن الكثير من الجامعات الأسترالية ومنها جامعة كويتس أثبتت في عدد من البحوث التي أجرتها أن هناك روابط وثيقة بين الحضارتين الإندونيسية الأسترالية ومنها إلى حضرموت.

ودعاء الباحث إبراهيم الأسترالي إلى تجديد الصلات وتقوية العلاقات الأخوية شارحا في نفس الوقت ان تلك العلاقات ما هي إلا علاقات تحابب بين الحضارة الحضرمية وبقية الحضارات التي وصل إليها الدعاء الحضارم وحب الله ورسوله كان الرابط الكبير بين تلك الحضارات.

بعد ذلك إلقاء مدير دار المصطفى للدارسات الاسلامية ورئيس مجلس الإفتاء بتريم الحبيب علي المشهور كلمة رحب من خلالها بالحاضرين من الداخل والخارج وأشار إلى دور الدعوة وأهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع ككل.

وأشاد المشهور إلى المخرجات الإيجابية للملتقيات السابقة والتي استمرت على امتداد تسع سنوات.

الحبيب الداعية عمر بن سالم بن حفيظ عميد دار المصطفى للدراسات الإسلامية أوضح في كلمته إلى دور الريادة المحمدية منذ خروج الوحي في الغار على سيدنا محمد رابط ذلك الامتداد إلى هذا الزمان وينتهي ذلك الرابط بالأمام المهدي.

وشدد بن حفيظ على ضرورة إدخال المنهج النبوي في الصناعات والتجارات والزراعات والشركات التجارية وإعادة هيكلتها بالشكل المطلوب.

كما دعا إلى التحرر من الثقافات والمناهج الغربية السلبية التي تخالف المنهج السماوي بالإضافة إلى البقاء على ثوابت الأخلاق المحمدية ودور الشباب والدعاة في إعادة نشرها وتفعيلها في الأسرة والبيت والمجتمع كاملاً.

ختم المجلس الشاعر يسلم الوجابي بقصيدة نالت استحسان الحاضرين

بعد ذلك قدم الأستاذ الداعية. زيد بن يحي مدير مركز النور للدارسات والأبحاث استخلاصات وتوصيات المحاور المنبثقة عن الملتقى وهي:-

1-ضرورة أحياء مقاصد التزكية في المجتمعات الإسلامية لأدراك سر عبوديتهم وتخليصهم من شرور النفس وأهوائها ليعيشوا في هذه الحياة كما أراد الله ورسوله وليذل في ذلك الفرد والأسرة دور المؤسسات التعليمة والخدمة الاجتماعية بقدر استطاعتهم عقد الجلسات التواصل والتواصي بالحق والصبر.

2-إدراك حاجة الأمة الإسلامية للمحققين والمخلصين من العلماء والفقهاء والدعاة والمربين المتصفين بحقيقة العلم المسند المنضبط بقواعد اسلاف مدرسة حضرموت ومناهجهم في الفهم والاستنباط والدعوة والبلاغ كما أن علينا سد حاجة المجتمعات في هذه العلوم وتأهيل من يقوم على ذلك وفق طرق ومناهج سلف الأمة وتفريغ من نقدر عليه من أذكياء أبنائنا وبناتنا ليتأهل لذلك وحث اقربائنا وأصدقائنا على ذلك.

3-إحياء الفروض الكفائية التي تحتاجها المجتمعات في كل المجالات وترتيب شؤون أصحابها لإيجاد مجتمع قوي متماسك في كل ما يحتاج إليه بذكر فضائل ذلك والتسابق إليه والحث عليه وتكريم القائمين به.

4-الحفاظ على سماحة الإسلام وجماله وموازينه وكماله وضوابطه وعزته وجلاله ودفع الشبه ألموجهة إليه وإقامة الحجج والبراهين بأبحاث علمية رصينة تبرز في ذوات مسلمة متحققة بحقائق الإسلام علماً وذوقاً ودعوة وبلاغاً.

5-تنظيم طرق الكسب وترشيد الإنفاق التي يعاني من اضطرابها الكثير من الناس بالاستفادة من الدورات التي تعالج ذلك وحمل الفرد نفسه وأسرته على البعد عن التكاثر والتفاخر.

6-نشر الوعي بين أهل الحرف والمهن لأجل المحافظة على هذا الموروث ونقله إلى الأجيال القادمة حرصا على بقائها وتناقلها وإسهاما في اكتفاء الأمة عن خارجها.

7-الاهتمام بالزراعة وتفعيلها في واقع المسلمين على مستوى الأفراد والأسر والجماعات والمؤسسات.

8-وجوب وأهمية وضرورة التآخي والتحابب في الله والتآلف والتكاتف والتعاون والتفاهم والتكامل بين الأفراد والمؤسسات ومدارس العلم والدعوة.

وعلى هامش الملتقى إجراء المبعوث الصحافي لــ”المندب نيوز” إلى الملتقى حوارات مع بعض المشاركين في الملتقى ومن خلالها نقل اهم ما قيل عن الملتقى من عدد من العلماء والدعاة من بعض الدول العربية والاسلامية ودول شرق اسيا واستراليا.

الأستاذ/ عبد الكريم رمضان من الجمهورية السورية قال شعور جميل وطيب هو ذلك الالتقاء مع الإخوان من كل الدول الإسلامية والعربية وذلك اللقاء كان يهدف إلى نشر المحبة والتأخي والتعاضد والتكامل في المجتمع وبث هموم المسلمين في الدين والدنيا.

الأستاذ/ عبدالقادر الحامد -كينيا تحدث قائلاً: كانت أهداف الملتقى سامية وعالية وتنظيمه وإنجازاته تتحسن كل عام إلى الأفضل واستفدنا كثير من علماء حضرموت كيف لا وهم لهم الفضل بعد الله في نشر رسالة الإسلام.

وأردف قائلاً أنا من كينيا حضرمي الأصل وقد هاجر أجدادنا قديماً لنشر الدين الحنيف ونحن نأتي إلى مواطننا الأصلي لنجدد تلك الهمة ونسير على خطأ علماء مدرسة حضرموت الذين لهم فضل كبير في نشر الإسلام في أفريقيا.

القاضي / ياسر الشحيري -عدن قال: تشرفنا بحضور هذا الملتقى وسعدنا بمآ سمعنا ورأينا من هذا الجمع وهذا التلاحم ونشكر كل من كان له دور في هذا الجمع وخصوص الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ.

وأضاف القاضي ياسر هذا الملتقى عبارة عن تلقيح للدعاة حيث يناقش جملة من القضايا التي يعاني منها الدعاة وتفجنئنا أنه ليس على المستوى المحلي فقط ولكن على المستوى العالمي حيث كان كل داعية أو عالم له خبره معينة وانبثق عن ذلك استخلاص عدة نقاط والعمل على مناقشتها حيث تم مناقشة قضية الفتوى والتعليم وكيف أن مدرسة حضرموت كما هو معروف تميزت عن غيرها انها جمعت في التأصيل بين العلم الشرعي والتزكية الذي من أجله بعث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أن المولى جل في علاه عندما بعث للعالمين قال

(هو الذي بعث في الأميين رسول منهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة).

وأضاف أن هذه الأدوار والملتقيات والاربطة جاءت لتصحح وتقوم بواجبها في هذا. وما أصاب المدارس العصرية اليوم من تدهور في التعليم ألا بسبب الخلل في التربية والتزكية والفصل بين التربية والتعليم ومدرسة حضرموت نموذج متفرد في الجمع بين التزكية والتعليم.

وعن الملتقى أيضا قال القاضي ياسر: اليوم في هذا الملتقى نقل هذا التجربة إلى بلداننا ومناطقنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فكان هذآ الملتقى نموذج وإظهار لهذه الفكرة حيث أنه ما شاء الله في صورة طيبة تشرح النفس وتشرح الصدر وهذا ما لمسناه وما رأيناه بفضل الله تعالى.

الداعية/ احمد العكبري -المكلا شكر القائمين على هذا الملتقى ودار المصطفى المنظم للملتقى وقال عن التنظيم انه فريد من نوعه وكانت محاوره تخدم الدعاة من جميع الجوانب وخاصة الاجتماعية والتعليمية والسلوكية فيما يعود بالنفع للدعاة بالخصوص والمجتمع بالعموم وكان برنامج الملتقى مرتب ومنسق والمحاور كذلك كانت طيبة والمواضيع كانت مهمة جدا فلم يبقا الا تفعيلها في واقعنا وكيفية أحيائها وتنشيطها في واقع العمل الدعوي ونسل الله سبحان وتعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

الداعية: جبريل هرندس -أمريكا قال من فضل الله عز وجل أننا استفدنا كثير من هذا الملتقى ومنذ وصولنا إلى هذه البلاد المباركة مدينة تريم رتب لنا كثير من الزيارات واللقاءات للعلماء والدعاة والأعيان وقد فرحوا بنا كثيراً وفرحنا بهم أكثر.

وأضاف كانت بداية ارتباطنا بعلماء ومدرسة حضرموت قبل عدد من السنين حيث كان لهم فضل علينا بعد الله عز وجل في تجديد همة الدعوة وقد حضرنا بعض الملتقيات السابقة ووجدنا نتائج ملموسة على أرض الواقع ومن تلك النتائج أننا ذهبنا مرة أخرى إلى أستراليا وتعرفنا في الملتقى الثامن أيضاً على بعض الدعاة من ماليزيا ورتب لنا زيارة إلى ماليزيا واستفدنا بما تعلمناه هنا من المشائخ الفضلاء ونحمد الله عز وجل على هذه.

مستكملاً حديثه بالقول وفي هذا الملتقى تعرفنا أيضاً إلى دعاة جدد من عدد من الدول حيث جلسنا وتعرفنا عليهم وتعرفوا علينا وسنقوم بزيارة لتلك الدول في أقرب فرصة لنحقق مخرجات الملتقى ونتعرف على أكبر قدر ممكن من الدعاة ونعرفهم على المدرسة المحمدية الحضرمية التي اتصلنا بها واخذنا اسانيدها ودرسنا تحت ايدي مشايخها وعلمائها الأفاضل ونشكركم على هذا لقاء الطيب ونشكر كل من قام ورتب ونسق هذ الملتقى الطيب.

الجدير بالذكر أنه تم تفعيل الملتقى بنفس الأهداف والمنطلقات للجانب النسوي وبمشاركة أكثر من 275 داعية من داخل وخارج اليمن بتنظيم وإشراف دار الزهراء التابعة لدار المصطفى.

 

 

LEAVE A REPLY