‏‏الموضوع: بسطاء لكننا نجيد صناعة الأمل

339

 

أ جوهرة حسن صالح قاسم
أ جوهرة حسن صالح قاسم

قولوا أنه ليس هناك أمل في استعادة دولة الجنوب واننا في مجتمع ينهار ، ومن شبابه قتلة مأجورين ، وأتوا لنا بالدليل المادي عن جنوبيين فوق الشبهات اضحوا اليوم لصوص، من المفسدين ماليا و الفاسدين أخلاقيا، قولوا انه لم يبق سوى الاستسلام او الفرار أو الانفجار ، وقولوا ما تريدون لن تمسوا قناعاتنا ولا أرادتنا التي وصلنا اليها نتيجة لما عانيناه من هذا الذي تقولونه وأكثر .. فأنتم وما تقولون بالنسبة لنا صُناع اليأس كل ما لديكم وسائل تدمير لتحطيم معنويات من ما زالوا حريصين على أخلاقهم ونظافة أيديهم ،و لم يستطع أحد رشوتهم أو شراء ذممهم، تريدون  لنا ان نكون الجيل المغلوب على امره في الجنوب المستسلم الذي يتحمل بعده الاجيال القادمة الهم ذاته والقلق ذاته والإحباط ذاته .

 

 

لا لن نكون ولن يتحمل أجيالنا ما تحملناه ، لسنا ممن يستسلم بل نصنع الأمل من بين اليأس، المعاناة تزيدنا صلابة والقهر يزيدنا أصرار والظلم يمنحنا القدرة على الصبر لا ننشد الامل في الغد القريب ولا ننشده في من تربى على الخديعة والمكر ونكران الجميل والضحك على تضحيات شهداءنا ولا في من يزهو بأنه باع واشترى وتمكن من خداعنا وخداع نفسه ليرسخ الجهل والتخلف في مستقبل أحفادنا، ويقضى على أحلام البسطاء منا فلا يرحم لا شيبا ولا شبابا .

 

بل ننشده في من بقي بيننا من المتمسكين بولائهم لوطنهم الجنوب كل الجنوب يخدمونه من كل محافظاته في كل جزء منه ويدافعون عن أرضه وعرضة غير منفصلين عن محافظاتهم وقراهم ، الأوفياء لأسرهم وأبنائهم ، لا ولم يقبلون لهم المال الحرام ولا مكاسب وهميّة يجنونها من الفساد ولا ينظرون للمال العام انّه مال سائب تسهل سرقته او التمتُّع به ، القناعة أساس الحياة عندهم والبساطة عنوان تستدل بها عليهم ، فقراء في مأكلهم ومشربهم وملابسهم ،لكنهم أغنياء بقيمهم وكرامتهم وأصالة منبعهم ، هؤلاء هم من يعول عليهم لاستكمال مسيرة التحرير والاستقلال  والتضحية لتثبيت النصر وتأكيد حق الاجيال القادمة في الارض والهوية وخصوصية الانتماء للجنوب .

 

 

لازال جيل في الجنوب يمتلك استمرارية التضحية بأحلامه البسيطة التي ولدت وكبرت معه ،جيل رضي ان ينسى أمانيه التي لطالما تمنى أن تتحقق ويجني ثمارها ليسعد بلحظته ، يهب اليوم عمره وخبرته لجيل قادم ، ليكون له قدوة حسنة ، يوسع مداركة ويغرس فيه ثقافة تقبل الآخر والتعايش معه يتجاوز به كل مايدور ويحاك حوله من متضادات ومترادفات .. جيل بأكمله عليه أن يعوض عن القصورفي أساس مؤسسات التربية والتعليم فيحول المنازل الى قاعات تعليم مستمر لتصبح البيوت مؤسسة تعليمية يقع على عاتقها مسؤولية تقويم جيل كامل تم العبث بقيمه واخلاقه مدركين مدى خطورة أن يستمر ترك أجيالنا القادمة فريسة سهله للجهل والتطرف وغسيل الدماغ ولصانعي الحروب والازمات .

 

 

من هنا على جيل السلف أن يسخر ما تبقى من عمره لكي يعلم جيل قادم .. أيماناً منه بانه الجيل الدي سيرث الوطنية والانتماء منهم وان تم تضليله وتغييب وعيه ستعيده اليهم أصالته ، ليحكم أرضة ويبني وطن يخاف عليه ولا يخاف ممّن هم فيه ، وطن يعطيه ويضحي لأجله دون أن يرجو منه شيئاً ، جيل يقوم عليه جيل لاحق فإذا صلح هذا الجيل صلحت كل الأجيال اللاحقة لتستخلف من جيل لآخر .

 

بالأمل نحيي بذرة في قلب كل جنوبي محب لوطنه مخلص له، نرعاها ونسقيها لتنبت نصراً ذات يوم في حياة الرجال والنساء والشباب الذين حاول صُناع اليأس بكل الوسائل تدميرهم وتحطيمهم لمنعهم من أن يواصلوا النضال والتضحية التي كانت لدى آبائهم وأجدادهم، ولكنهم فشلوا .. لأن الامل فينا يتجدد ويُصنع كما تُصنع الحياة .

أ جوهرة حسن صالح قاسم

LEAVE A REPLY