قطع الرأس ولاقطع المعاش ياحكومة !!

334

 

 

الأستاذ / فرج عوض طاحس
الأستاذ / فرج عوض طاحس

هذه مقولة شعبية مشهورة ، تنطبق على واقع الحال هذه الأيام ، بسبب تأخر مرتبات متقاعدي موظفي الدولة من المدنيين والعسكريين ، وكذلك منتسبي الداخلية والدفاع الذين هم لا زالوا فوق العمل عن موعدها المحدد ، البعض لشهر والبعض الآخر لشهرين أو أكثر ، لعلّ الكل يدرك أن هذا الراتب على الرغم من ضآلته ، هو مصدر الدخل الوحيد لكثير من الأفراد المتقاعدين الذين يعيلون أسرا يختلف عدد أفرادها بين الكثير والقليل ، تعاني الكثير منها شظف العيش وضيقه ، بسبب الارتفاع في الأسعار الجنوني الذي لا يتناسب ودخلهم ، جلَّهٌم يتعاملون بالآجل مع أصحاب المحلات التجارية لبيع المواد الغذائية والأسماك واللحوم ، إذا كانوا ممن يشترون هذه اللحوم ، الكثير من الأسر المتقاعدة قد تركت أكلها إلا في الأعياد أوماندر .

 
الراتب التقاعدي بالنسبة للمتقاعدين واستمراريته مهم جدا ، فهو الوسيلة الوحيدة التي تجعل صاحب البقالة يثق فيهم ويستمر في تعامله معهم ، فتأخره عن الفترة المحددة له ، يجعل المتقاعد في احراج ومحل ريبة وشكوك ، مما يجعل صاحب البقالة يتردد في تزويده بما يحتاج إليه من مواد غذائية وغيرها ، ولك أن تتصور أيها القارئ الكريم حالة الكآبة والحزن التي تنتاب المتقاعدين ، وهم خارجون من مكاتب البريد بخفي حنين ، وكيف كان أثر رد موظف البريد بالنفي على نفسية هذا المتقاعد المسكين ، وهو في هذا السن بعد أن قدم عصارة شبابه لخدمة مؤسسته أو مرفقه في دولة لا تحترم شعبها وموظفيها ، ناهيك عن متقاعديها . 

 
كل متقاعدي دول العالم بمافيها دول الجوار يحظون باحترام وتقدير ورعاية دولهم اجتماعيا وصحياً واقتصادياً ونفسياً، للجهود الكبيرة التي بذلوها لخدمة دولهم ومجتمعاتهم ،ونخشى أن تضيع مرتبات المتقاعدين وحقوقهم في بلد لا يخضع لسلطة واحدة ، تتنازعه ثلاث سلطات وكل منها تدعي شرعيتها ، وبنكان مركزيان ، ويعيش حربا ستدخل عامها الثالث ، سلطة يمثلها الانقلابين ويفرضون سلطتهم بقوة على العاصمة ، افلسوا البنك المركزي ، لتمويل حربهم العبثية ، وسلطة ثانية تمثلها حكومة الشرعية ، التي تعيش حالة انقسام ، وزراؤها الشماليون في مأرب والجنوبيون في عدن ، وبنك مركزي في طور التأسيس يحتاج من يعزز وضعه المالي ، كم هي بارعة هذه الحكومة في تسويق الوهم والكذب والخداع ! ، واقامة الاحتفالات ، والمبالغة والمزايدة في حبها للوحدة حد الثمالة ، هذه الوحدة التي لم تعد تهم الجنوبيين في شيء ، بقدر ما يهمهم التصدي للعدوان ضدهم باسم هذه الوحدة المزعومة واستعادة دولتهم ، في الوقت نفسه ، هذه الحكومة عاجزة تماما عن حل مشكلة انقطاع المياه والكهرباء في مدينة عدن ، وتوفير المرتبات لموظفي الدولة ومتقاعديها من المدنيين والعسكريين ، وحل مشاكل المناطق المحررة الخدماتية والصحية والتربوية والمعيشية ، وغيرها من المشكلات التي خلفها العدوان . 

 
سلطة ثالثة تتخذ من الرياض مقرا لها ، تتكون من رئيس الجمهورية ونوابه ومستشاريه ، ومن الوزراء الذين فضلوا البقاء هناك ، للأسف الشديد هذا هو المشهد في البلاد ، دون أن تكون هناك بوادر في الأفق ، تبشر بوضع حد لهذه الحرب الكارثية وايجاد حلول سلمية لهذا الصراع وترك الارتهان على الخارج والعمالة له ، والاحتكام إلى العقل والمنطق ، قبل أن تحل الكارثة بالجميع ، والتي بدأت مؤشراتها بالحديدة ،أقليم تهامة، حيث نشرت بعض مواقع التواصل الاجتماعي صورا لأطفال ، وقد انهكهم الجوع والفاقة ، وملايين اليمنيين في حاجة ماسة إلى الغذاء والرعاية الصحية حسب التقارير الدولية المهتمة بالجوانب الانسانية . 
الأستاذ / فرج عوض طاحس 
سيؤن / حضرموت

 

LEAVE A REPLY