مع البحسني حتي يكتب لنا الله على يده فرج

335

بقلم : وليد التميمي
بقلم : وليد التميمي

أجزم أن العملية التي كانت تعد لاستهداف موكب اللواء الركن فرج سالمين البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية في حضرموت، متصلة بشكل مباشر بتصريحاته الأخيرة التي أدلى بها قبل أسبوع على قناة الغد المشرق، مفصحا خلالها عن رؤيته لحضرموت ما بعد الخلاص من القاعدة وضرورة اتخاذ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وقيادة التحالف موقف من تواجد قوات عبدالرحمن الحليلي، قائد المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، فأما أن تدفع بها للقتال في الجبهات الشمالية ضد قوات الحوثي والمخلوع صالح، أو تجبرها على تسليم أسلحتها، وإخلاء معسكراتها لجيش النخبة الحضرمي.

 

 البحسني كان صريحا وشفافا في كلامه، ومن طرحه كان يريد إيصال رسائل في أكثر من اتجاه، ويبدو أن أول من استوعب خطورة هذه الرسائل وجديتها هي النتظيمات الإرهابية ممثلة بالقاعدة التي تربض خلاياها النائمة في وادي حضرموت بحماية وتأمين من قوات الحليلي ورجاله كما أنها تلاقي في معكسراته كل الدعم والغطاء اللازم لشن عمليات داخل عمق حضرموت واستهداف جيش النخبة.

 

التخطيط لعملية اغتيال البحسني أثناء زيارته للديس الشرقية، يكشف للمرة الألف تبعية تنظيم القاعدة للمخلوع صالح، عبر الحبل السري الذي يربطها بجيش الحليلي في سيئون، وفشلها لا يعني أبدا أنها لن تكرر المحاولة، وهذا ما يستدعى من الان أخذ الحيطة والحذر، إلى جانب عدم استبعاد إعداد القاعدة لشن عمليات انتحارية في ساحل حضرموت تستهدف نقاط تفتيش أو مواقع للتجنيد كرد أولي على توجهات البحسني ونواياه التي لم تأتي من فراغ، ونعتقد أنه لم يطلقها من دون ضوء أخضر من القيادة العليا وبتنسيق مع التحالف ممثلا بدولة الإمارات العريبة المتحدة.

 

منذ هذه اللحظة يفترض أن تبلغ اليقظة الأمنية ذروتها، ولا بد من تفاعل كافة شرائح المجتمع في التبليغ عن أي تحركات مشبوهة أو مريبة تحصل في نطاقهم الجغرافي. واضح جدا أن ما قاله البحسني أقلق كل أعداء الجنوب وهم كثر للأسف، وجعلهم يدركون أن هذا القائد العسكري الصعب المراس يمثل خطر على أجندتهم الحالية والمستقبلية، بعد أن بدأ لنا جميعا ولهم أيضاً، بأنه من بين قلائل القادة السياسيين والعسكريين الجنوبيين المرتبطين بالشرعية، ممن ينطقون بروح وفكر ورؤية جنوبية حضرمية، بلا تضليل أو مهادنة، فأن يعتبر اللواء البحسني أن الحرب الحالية هي امتداد لحرب المخلوع صالح على الجنوب في 94، وإن بقاء قوات الحليلي في الوادي بمثابة شوكة في خاصرة كل حضرموت، وورقة أخيرة قد يستخدمها المخلوع صالح لمشاغلة التحالف، ويؤكد كذلك عملية إلقاء النخبة القبض على قيادي في الصف الأول في تنظيم القاعدة كان يعالج في مستشفى بوادي حضرموت بحماية مشددة، بدراية من قوات الحليلي، كلها مواقف تنم عن عقلية تؤمن بالفصل بين الجزئيات المتنافرة، وترفض كل محاولات الترقيع أو ترحيل المشكلات حتى تتحول لأزمات متفاقمة،  لا يفوتنا هنا أيضا أن نذكر بتأكيد البحسني على أن بقاء منفذ الوديعة في قبضة قوات شمالية، لا يشرف الشرعية ولا التحالف، لأن المنفذ بات يدار بطريقة عبيثة وغير نظامية، وأن أفضل الحلول أن يسلم لإدارة أمنية وعسكرية ومدينة لحضرموت و إلا فأن العاقبة ستكون وخيمة، ولأنه وضع يده على الثغرات والمسالك التي مازالت للأسف تشكل ممرات لبث السموم الفكرية وإشاعة الفتن، وإبقاء حضرموت بقرة حلوب لمن ينتاحرون في صنعاء على ما في باطنها وجوفها، خطط للعملية الفاشلة التي يفترض أن تشكل نقطة فاصلة لما بعدها، فاما أن نكون مع البحسني، حتى يكتب لنا الله على يده فرج، أو لا نكون حتى مع أنفسنا.

LEAVE A REPLY