احترام المعلم .. بين الجرأة والوقاحة مقال لـ أحمد باحمادي

262

كثيرا  ما تريني الحياة مواقفَ وأحوال مؤلمة أستبين فيها كيف سقطت هيبة المعلم ومُسح بها الأرض، ففي عصرنا ( لم يقمْ أحدٌ للمعلم ولم يوفّه التبجيلا  ) إلا النزر اليسير من الطلاب المحترمين المؤدبين في زمن ( قلة الأدب ) .

طالب يتجرأ على معلمه ويدعوه إلى المبارزة بالعضلات ( هدّة ) خارج المدرسة، يذكرني هذا الفعل بما قاله الشيخ حسن أيوب في كتابه ( السلوك الاجتماعي في الإسلام ) في معرض حديثه عن آداب المتعلم تجاه من يعلمه إذ يقول : ” … وأظن أن القارئ يدرك ما وصلت إليه حال الطلبة في عصرنا هذا من اجتراء على المعلم وتوقح معه، ومعاملته معاملة قاسية نابية بعيدة عن الأدب وحسن التربية، ويشجعهم على ذلك ذووهم، وإخوان السوء، حتى إنك لترى المعلم يداهن الطالب ويداريه، ويوافقه على أشياء كثيرة … ).

صدق المؤلف فيما قال، فكأنني أخاله يتكلم عن حال طلابنا وما يجترحونه مع معلميهم سواءً داخل الصف الدراسي أو خارجه، ترى المعاملة القاسية، والاستهتار والاستهبال حتى صار المعلم ساقطَ الهمة مغصوبَ الأداء قد زادته هموم الراتب وضياع الحقوق بؤساً على بؤسه.

ويوم أن أضاعت الدولة والمجتمع هيبة المعلم، كان ضياع أبنائنا في كل شيء .. في الأخلاق والعلم والأدب والعاطفة والمشاعر والفكر والهدف. فكرامة المعلم فوق كل شيء، شئنا أم أبينا، اعترفنا أم لم نعترف، فمتى ما غرسنا بذرتها ورعيناها وسقينا نبتتها .. اخضرّت حياتنا بالعلم والمعرفة، وما سوى ذاك فهو الضياع والخراب والخسران.

LEAVE A REPLY