عيدروس ومصير القضية الجنوبية مقال لـ وليد محمد القاضي

988

 

منذ حرب الانفصال عام 94 وانتهاء المعركة لصالح الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح قام الكثير من الساسة الجنوبين بالهرب إلى خارج البلاد ومنهم من عاد ومنهم من مارس نشاطه السياسي ومعارضته من الخارج , وعلى سبيل المثال لا الحصر الرئيس علي سالم البيض والرئيس علي ناصر محمد والرئيس حيدر ابو بكر العطاس والزعيم حسن باعوم , جميع من ذُكرت اسمائهم قامو بالمطالبة بالدولة الجنوبية, وكان عيدروس قاسم الزبيدي ممن له نضال في السياسة والميدان منذ حرب الانفصال واصبح مصير القضية الجنوبية مرتبط بإسمه في الوقت الراهن واخذت القضية زخم لم نراه من قبل وسوف نتطرق إلى سيرة الزبيدي وارتباطه بالقضية الجنوبية في هذا المقا ل.

 ولد عيدروس قاسم الزُبيدي في عام 1967م في قرية زبيد محافظة الضالع تخرج من كلية القوى الجوية برتبة ملازم ثاني ثم اكمل نشاطه في دولة الجنوب حتى غادر اليمن إلى جيبوتي بعد سيطرة القوات الشمالية على مدينة عدن في السابع من يوليو عام 1994م. عاد عيدروس الزُبيدي إلى اليمن بشكل سري وأسس حركة حتم، اختصاراً ل (حق تقرير المصير)، بدأت الحركة نشاطها بشكل سري لفك الارتباط وتمت محاكمته وحُكم عليه بالإعدام غيابياً. بعد ذلك اندلعت اشتباكات بين مسلحي الحراك الجنوبي بقيادة عيدروس الزبيدي وقوات الجيش اليمني الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2013م بسبب القصف الشهير للجيش اليمني بالقذائف على مخيم عزاء لناشط في الحراك الجنوبي في فناء إحدى المدارس الحكومية بقرية سناح.

في عام 2014م دعا لاجتماع موسع في منطقة زبيد لمشائخ واعيان الضالع واتفق معهم على الاستمرار في القتال ضد الجيش واللواء 33 بقيادة عبد الله ضبعان حتى تم طردهم من الضالع وبعد تحرير الضالع توجه عيدروس وقواته للمشاركة بالقتال في جبهة بلة واقتحم قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية برفقة عدد من القيادات العسكرية في الرابع من اغسطس 2015م. وبعد تحرير اغلب المناطق الجنوبية توجه إلى محافظة عدن والتقى بقيادات من المقاومة الجنوبية.

 

 في السابع من ديسمبر 2015م عُين اللواء عيدروس الزبيدي محافظاً لمحافظة عدن وبعد فتره من توليه المنصب أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في السابع والعشرين من أبريل 2017م قرارا جمهوريا بإقالة محافظ عدن عيدروس الزبيدي من منصبه. وعلى اثر هذا القرار اندلعت في 4 مايو 2017 احتجاجات واسعة ومسيرة حاشدة معارضة لقرارات هادي ومؤيدة لعيدروس الزبيدي وهاني بن بريك في العاصمة الجنوبية عدن رافضة للقرار وعملت على تفويض اللواء عيدروس قاسم الزبيدي على عمل كيان سياسي جنوبي موحد.

 هُنا نستطيع ان نقول ان مصير القضية الجنوبية اصبح مربوط بشخص عيدروس الزبيدي بما انه مفوض من الشعب الجنوبي واصبح رئيس المجلس السياسي الجنوبي وهذه اللحظة اصبحت مفصلية حيث اصبح للجنوبين كيان موحد يعتبر صوت الجنوبين الاقوى بعد انا كان مشتت بين قوى الحراك الجنوبي المختلفه. ومن هذا المنطلق اصبح على الجنوبين التمسك بعيدروس والمجلس الانتقالي الجنوبي ودعمه من اجل ان يكون ممثل الجنوب الوحيد داخليا وخارجيا, حتى وان كان لدى البعض اي اعتراض على شخص عيدروس, فعلى الجنوبين جميعاً التفكير اولاً بمصلحة القضية الجنوبية واستعادة الدولة لكي لا نرتكب اخطاء الماضي, حيث انه لطالما حلٌم لجنوبين بمجلس يُعبر عن القضية الجنوبية العادلة ومطالب الشعب من اجل الاستقلال, وكما نعلم ان الصوت الجنوبي منذ 2007 كان مُهمش ولم يعيره احدا اي اهتمام بسبب تشتت الصوت الجنوبي حينها.

من وجهة نظري الشخصية ان الحل السياسي قريب جدا في اليمن وسوف يجبر التحالف ومجلس الامن الجميع على الجلوس على طاولت الحوار من اجل الخروج من الأزمة في اليمن, ويجب علينا ان نكون على قلب رجل واحد ليكون عيدروس واعضاء المجلس هم صوت الجنوب والمُطالب بحقوقنا الشرعية. ومن منطلق ان الجنوبين هم من يسيطر على الارض الجنوبية فإنها لا شرعية اخرى في الجنوب غير شرعية المجلس الانتقالي الجنوبي.

على المجلس ان يطرح اعلى سقف ممكن للمطالب الجنوبية وهو حل الدولتين والاستقلال, والقبول في حال تم طرح حل للدولة تشمل إقليمين شمالي وجنوبي, على ان يكون الحكم ذاتيا لكل اقليم وبعد ذلك تقسيم الجنوب إلى ولايات بعد حوار مع مشايخ وأعيان مناطق الجنوب كافة.

 كما تشير مصادر أن الممثل الأممي ولد الشيخ مقتنع بهذه الرؤية ويرى انه الحل الأمثل الذي يُرضي جميع الاطراف المتصارعة. وقد يواجه القرار رفض بعض القوى السياسية في الشمال لكن بما ان الارض بيد المقاومة الجنوبية سوف يكون ورقة الضغط الاقوى عليهم من اجل الموافقة على حل دولة من اقليمين, وهذا سوف يكون بداية الانفصال الكلي للجنوب.

LEAVE A REPLY